الكتاب: وردة للخونة
المؤلف: محمد عبد النبي
اللغة: العربية
الصيغة: كتاب إلكتروني عبر تطبيق رفوف
التقييم: 4/5
مرحبًا. انتهيت مؤخرًا من قراءة "وردة للخونة"، الكتاب الثاني من سلسلة قراءاتي للمؤلفات المصرية المعاصرة التي خصصت لها شهر إبريل.
لم أتعمّد اختيار هذا الكتاب تحديدًا. كنت أتصفح تطبيق رفوف (الذي أرشحه بشدة بالمناسبة)، فوجدت أنهم يوفرون بعض إصدارات دار الربيع العربي مجانًا لفترة محدودة دعمًا للقراءة في فترة الحجر المنزلي، فانتهزت الفرصة.
لم أقرأ لمحمد عبد النبي من قبل. كنت قد سمعت عن كتابه الآخر: "شبح أنطون تشيخوف"، من إصدار الهيئة المصرية العامة للكتاب. وبسبب هوسي المعهود بتشيخوف، علق عنوان الكتاب في ذهني. لكن لم تتسن لي فرصة شراء الكتاب قط.
عن الكاتب
حسب ما وجدته على الإنترنت، محمد عبد النبي هو كاتب ومترجم مصري معاصر من مواليد 1977. تخرج في كلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، ثم عمل في الترجمة والكتابة. حاز عبد النبي على عدة جوائز أدبية مرموقة، كما ترشحت رواياته لجائزة بوكر أكثر من مرة. يقدم عبد النبي ورشة عمل للكتابة الإبداعية اسمها "الحكاية وما فيها"، كما يتعاون مع مؤسسة هنداوي لنشر سلسلة مقالات أسبوعية عن الكتابة تحمل نفس العنوان. المقالات هنا.
عن الكتاب
الكتاب هو مجموعة من القصص القصيرة كُتبت في مطلع الألفية الجديدة أو قبلها بقليل. يغلب على القصص لغة رقيقة وسرد سلس ومشوق. يُجيد عبد النبي العثور على معنى في خضم مواقف يومية عادية، مما يجعله كاتبًا "تشيخوفيًا" بامتياز. مع ذلك، وجدت بعض القصص مُسرفة قليلًا في رمزيتها. القصص المتضمنة هنا متباينة في الجودة، لكن ما يمكن استنتاجه هو أن محمد عبد النبي هو كاتب ذو شخصية مميزة تظهر في كتاباته، وقلم مبدع.
في رأيي الخاص، أقوى عناصر الكتاب هنا هو اللغة. لم أستمتع بالحبكات وأحداث القصص بقدر استمتاعي ببراعة تلاعب الكاتب بالألفاظ والمحسنات المختلفة، دون الإسراف، وهذا ما حاولت التقاطه في الاقتباسات المختارة هنا في نهاية هذه التدوينة.
كانت من أقوى قصص المجموعة قصة بعنوان "كلبة سوداء تعاني الجرب والغرام". كيف استطاع عبد النبي أن يبني قصة بديعة كهذه حول كلبة؟! يخبرك هذا بمدى موهبة الرجل. استمع إلى القصة بصيغة صوتية من هنا.
بما أن القصص كتبت منذ عقدين من الزمان، يثير فضولي الآن أن أعرف كيف تطورت كتابات عبد النبي، وأتحمس لقراءة رواياته الأحدث قريبًا. وبما أن الكاتب الجيد هو بالضرورة مترجمٌ ممتاز، على الأقل في نظري، فأنا أتطلع أيضًا لقراءة ترجماته لأعمال عالمية، مثل "قلق السعي إلى المكانة"، الذي حظى بمراجعات إيجابية كثيرة مؤخرًا.
اقتباسات
"لا تضحك على نفسك فتقول إن عدم التفات سعدية لك يمنحك شيئًا من الرضا، إنه رضا المقتول عندما يُطعن بعد موته مزيدًا من الطعنات، لقد مات وشبع موتًا، فهي ليست سوى كل من لم يشعروا بك، كل من مررت بين أيديهم كأنك روح بلا وزن: لا طعم، لا لون، لا رائحة. ربما ما يميزه عنك هو أنه لا يحب أو يكره بين الأوراق فحسب، مثلما تكتب أنت كل لحظات الحب التي لم تعشها، ترسم كل الوجوه الحلوة التي لم تقترب منك، تنتقم - في الحكايات المحبوكة - ممن زرعوا فيك الخوف من العالم وعدم الثقة في مشاعر البشر".
"أنتِ جميلة وأنا أريدكِ ولم يلقّني أحد همساتي هذه. فلم أعد الببغاء البائس، يتلاعب به بحارة من كل البلاد وبكل اللغات. الببغاء لو يقع في خيبة الحب مرة يكف عن الكلام ويكتب قصيدته هو."
"نحن أحرار فقط في اختيار نوع السجن. يأتي لكل دوره ليختار زنزانته المزينة ليقول: أكون ديمقراطيًا - محافظًا - تنويريًا - ماركسيًا - فوضويًا - مجاهدًا في الله - مُحبًا للناس - مجنونًا بالعلم. يأتي لكل دوره ليكون بوقًا - شمعةً - سيفًا - نارًا - وردةً - يمامةً - كتابًا مفتوحًا. يا خيبة الطيور، السجن أكبر من العالم."