الجمعة، 3 أبريل 2020

مراجعة كتاب: In Praise of Difficult Women

الكتاب: In Praise of Difficult Women
الكاتبة: كارين كاربو
اللغة: الإنجليزية
الهيئة: كتاب صوتي
التقييم: 2/5

مرحبًا مرة أخرى. يبدو أن أيام العزل المنزلي هذه ستعيد معدل قراءتي للانتظام مرة أخرى! على الأقل هذا هو الجانب المشرق لهذا الوضع الاستثنائي..

انتهيت للتو من السماع إلى كتاب بعنوان: في مديح المرأة الصعبة: دروس حياتية من 29 بطلة تجرأن على كسر القواعد.
لفت العنوان انتباهي على موقع Audible، وكنت لا أشعر بالرغبة في قراءة كتاب ورقي في ذلك الوقت، فقررت أن أجرب حظي مع الكتب الصوتية مرة أخرى -- فقد كنت معادية لهذا النمط من القراءة من قبل.
بوجه عام، لم تكن التجربة سيئة. باستثناء عدم قدرتي على تظليل الفقرات التي تهمني، لم أواجه مشاكل في السماع عمومًا؛ والآن بدأت الاستماع إلى لكتاب آخر. 

أما عن الكتاب نفسه.. حسنًا، كان مخيبًا للآمال.
يتضمن الكتاب 29 فصلًا، كل منهم هو نبذة عن حياة امرأة تصفها الكاتبة بالصعبة. ظننت أن تعريف المرأة الصعبة يتضمن الإصرار، التحدي للممارسات الذكورية للمجتمع، أو الشجاعة في وجه الظلم المتعمد الذي تتعرض له النساء في كل مكان، لكن، يالسذاجتي، كان تعريف الكاتبة مختلفًا. المرأة الصعبة في نظرها هي كل من تفعل ما يحلو لها، مهما كان أنانيًا، متسلطًا، أو غير أخلاقي. هي المرأة التي لا يحبها الجميع، ولا يزعجها ذلك كثيرًا.

لا أريد أن أظلم الكاتبة هنا؛ فقد استمتعت بالفعل ببعض الفصول. على سبيل المثال، وجدت الفصول التي تحكي فيها عن أنجيلا ميركل، هيلاري كلينتون، أميليا آيرهارت، وفريدا كالو، كلها ملهمة بشدة. تعرفت على إيفا بيرون، السيدة الأولى للأرجنتين ووجدت قصتها أيضًا لطيفة. تلك الأمثلة من النساء كلهن مؤثرات، قويات، ويتماشين مع تعريفي لكلمة المرأة "الصعبة".

لكن في بعض الفصول، بدا أن "الصعوبة" التي تتحلى بها بعض النساء تأتي من كونهن مدللات، ثريات، ومشهورات. في أحد الفصول، تبدي الكاتبة إعجابها بممثلة شهيرة استمرت في الزواج من رجل تلو الآخر، إلى أن استقرت أخيرًا مع الرجل الذي أهداها أغلى المجوهرات! وعندما مات زوجها، تسببت في انهيار زواج أعز صديقاتها لتحظى بزوجها! لا أعلم ماذا تظن عزيزي القارئ لكن أنا شخصيًا أجدها دنيئة وليست صعبة. 

في فصل آخر تبدي إعجابها بمطربة اشتهرت بالصراخ في وجه طاقمها، وأخرى تطالب بمبالغ ضخمة في حفلاتها. يزعجني خلط الكاتبة بين القوة والنرجسية: شعور الفرد بالاستحقاق لمعاملة خاصة. ربما كان الأمر بسبب مرجعية الكاتبة الأمريكية (الثقافة الأمريكية في رأيي هي ثقافة مشجعة على النرجسية في الأساس). 

من السلبيات الأخرى لهذا الكتاب هو تناوله للكثير من قصص مشاهير هوليوود من الممثلات والمطربات. حسنًا، ربما هذه ليست مشكلة الكاتبة، لكن أنا شخصيًا لست مهتمة إطلاقًا بحياة مشاهير عالم الترفيه، وكنت أفضل لو كان الكتاب أكثر احتواءا وتنوعًا. بذكر التنوع، كل النساء المذكورات في الكتاب تقريبًا هن أميريكيات أو أوروبيات متحدثات بالانجليزية، ما عدا اثنتنان من أمريكا اللاتينية. إن عدم ذكر أي نساء من ثقافات أخرى شيء محير.

في سياق متصل، أحيانًا تركز الكاتبة على الحياة العاطفية للنساء، بطريقة توحي لك أحيانًا أن المرأة تستمد قوتها من تعدد نزواتها الغرامية. لست بحاجة لأن أقول إن هذا، ببساطة، ليس صحيحًا.

نقدي لهذا الكتاب لا يعني عدم تقديري لكل النساء المذكورات فيه - بالعكس، فإنني أعتقد أن كل أولئك النساء قد عشن حيوات ملهمة وذات أثر. فقط اعتراضي على معايير الكاتبة لاختيار لحظات معينة من حياتهن.

وأخيرًا أترككم مع مقولة أوسكار وايلد: "إن كل امرأة هي بالضرورة ثائرة". 

هناك تعليقان (2):

  1. نعم، كلامك حقيقي.
    لم أقرأ الكتاب، ولكن بالنسبة للاسم، يبدو نوعًا ما.. دليلًا على محتواه المشير إلى سيطرة المرأة على حياتها، والوصول إلى كل ما تبغاه.. بهذا يعتبر إرفاق المواقف التي ذكرتيها جزء طبيعي ومبرر ضمن سياق الاسم.

    لكن فعلًا معكِ حق، بالنسبة للثقافة الغربية عمومًا أو على الأقل في الأعمال الفنية والأدبية.. التي تركز بشكل أساسي على العلاقات الغرامية وتضخميها وتهويل أهميتها.

    كل الشكر على مراجعتك.

    ردحذف
    الردود
    1. الثقافة الغربية عمومًا، والأمريكية خصوصًا، على المرء أن يتناولها ببعض الحرص والنقد.. شكرًا على مشاركتك :)

      حذف