الأحد، 26 مارس 2023

عدم مبالاتي بفن اللامبالاة: مراجعة

 

الكتاب: The Subtle Art of Not Giving a F*uck
الكاتب: مارك مانسون
صيغة القراءة: كتاب صوتي
لغة القراءة: الإنجليزية
التقييم: 1/5

فن المبالاة هو أحد أكثر الكتب مبيعًا خلال السنوات القليلة الماضية، وعلى الأرجح ازدادت مبيعاته في المنطقة العربية -على الأقل- بعدما ظهر مع اللاعب محمد صلاح، فأثار بطبيعة الحال فضول الجميع. (أحيانًا يبدو لي أن أي شيء يفعله محمد صلاح، مهما كان عاديًا، يثير الجدل! ما يجعله من شخصياتي العامة المفضلة ;))

محمد صلاح مع (فن اللامبالاة). 

استمعت إلى فن اللامبالاة بنسخته الإنجليزية من قراءة المؤلف نفسه. وعلى الفور، أدركت أنني لن أعجب بهذا الكتاب. بالنسبة لي، الكتب مثل الناس: الانطباع الأول يكون -على الأغلب - صائبًا. من طريقة إلقاء الكاتب اللامبالية، إلى طريقة السرد وجوهر الكتاب نفسه، شعرت بأنني لم أقتنع في نهاية المطاف بالرسالة الموجهة في الكتاب، أو هو ببساطة ليس موجهًا لأمثالي!

لا أجلس على القهاوي كثيرًا، لكن قراءة هذا الكتاب تشبه الاستماع إلى أبو العريف على القهوة. هو غالبًا شخص عادي، عاش حياة أقل من العادية ورأى منها ما يرى المرء العادي من مصاعب، لكنه مع ذلك لا يكف عن التنظير والكلام عن رؤيته للحياة وللتعامل مع البشر، بينما أنت لا تملك إلا أن تستمع إليه، منتظرًا اللحظة التي يكف فيها أخيرًا عن الكلام لتمارس حياتك بسلام مرة أخرى.

الرسالة الأساسية للكتاب هي أن الإنسان حياته محدودة، وبالتالي فإن عدد الأشياء التي بإمكانه أن "يبالي" بها محدود أيضًا. فبدلًا من تضييع الوقت بالاكتراث بشأن أشياء عديدة، على المرء ألا يبالي بأغلب الأشياء، لأن الدنيا فانية وكله رايح وهكذا. وفي الحقيقة، الرسالة بحد ذاتها جيدة ومنطقية. وإنما اعتراضي هنا على طريقة عرضها، وعلى تصنيفه للأشياء التي ينبغي ولا ينبغي للمرء الاكتراث بشأنها. شعرت أثناء قراءة الكتاب أن مارك شاب في العشرين من عمره قرأ للتو عن العدمية والفلسفة الرواقية، وقرر اعتمادهما منهجًا في الحياة، فصار يشعر بأنه قد خلاص عرف اللي فيها. بينما الحياة في الحقيقة أعقد من ذلك، ومبادئ العدمية سوف تُمتحن مع أول مشقة عظيمة يقابلها ذاك الشاب. الإنسان، ببساطة، ليس مهيئًا للعدمية. العدمية واللامبالاة المفرطة لا تتسق مع روحه. لكني سأتوقف عن التفلسف هنا.

بيت القصيد: هل استمتعت بالكتاب؟ لا.

هل كان من المحتمل أن أستمتع به لو لم أقرأه بصوت المؤلف؟ ربما.

هل أرشحه؟ ربما للشباب والمراهقين، لكن ليس لمن لديهم تجارب سابقة للقراءة في الفلسفة أو التنمية الذاتية.

ماذا أرشح بدلًا منه؟ أدب هرمان هسه به الكثير من الفلسفة الرواقية والبوذية بتناول "عاقل ورزين". كذلك أرشح قراءة أعمال التنمية الذاتية وعلم النفس فيما يتعلق بالتأمل وغيره من سبل التحكم في التوتر والقلق. فبما أنه ليس الجميع لديهم رفاهية عدم اللامبالاة كالسيد مانسون، فعلى الأقل يمكنهم تحجيم الضرر الناتج عن المبالاة أكثر من اللازم.