‏إظهار الرسائل ذات التسميات فيلم. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات فيلم. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 2 أغسطس 2020

قنديل أم هاشم: مراجعة


الكتاب: قنديل أم هاشم
الكاتب: يحيى حقي
اللغة: العربية
صيغة القراءة: كتاب إلكتروني Kindle
التقييم: 4/5

مرحبًا. انتهى نادي القراءة من مناقشة كتاب "قنديل أم هاشم" الأسبوع الماضي. رائعة يحيى حقي الخالدة التي تحولت إلى عمل سينيمائي مشهور، لا تزال تستحق القراءة الآن، بعد أكثر من 80 سنة من تاريخ الطبعة الأولى.

عن الكاتب


يحيى حقي هو واحد من كتابي المفضلين على الإطلاق. ليس فقط بفضل أسلوبه القصصي الشيق ولغته السلسة، ولكن أيضًا بسبب شخصيته اللطيفة الهينة، المقربة من النفس. 

ولد يحيى حقي في القاهرة لأسرة من أصول تركية، وهو الأمر الذي سبب له بعض المتاعب في رحلته ككاتب وصحافي - فالكثير كانوا يرونه بصفة "الخواجة" الدخيل على الهوية المصرية. درس المحاماة واشتغل ببعض الوظائف الإدارية في أقاليم مصر، وتزوج من فتاة من "المعادي" أحبها كثيرًا، أنجبت له ابنته السيدة نهى يحيى حقي، ثم توفيت زوجته بعد الولادة بشهر واحد، أي أقل من سنة من زواجهما. 

تأثر يحيى بوفاة زوجته تأثرًا شديدًا وظل عازفًا عن الزواج لمدة عشر سنوات، في خلالها قرر الالتحاق بالبعثة الدبلوماسية لمصر في الحجاز، ثم في إسطنبول وعواصم أوروبا. وفي باريس، التقى بفنانة تشكيلية وقررا الزواج. كانت الأعراف المصرية في ذلك الوقت تمنع زواج الدبلوماسيين المصريين من أجانب، فاضطر إلى التخلي عن منصبه الدبلوماسي للزواج من حبيبته الفرنسية، وعاد معها إلى مصر حيث ظلا معًا حتى وفاته. 

في مصر، اشتغل حقي بالصحافة وحصل على عدة جوائز أدبية. 

أجمع المعاصرون لحقي على أنه كان رقيقًا، شديد الحياء والخجل، خفيف الظل مع لمعة من الذكاء في عينيه. ألا يبدو شبيهًا بشخصية أنطون تشيخوف؟ هذا صحيح، وهو متأثر أدبيًا أيضًا بأسلوب ذلك الروسي العظيم.

الكتاب


تدور أحداث الكتاب في حي السيدة زينب (أم هاشم)، فنرى بطلنا "إسماعيل"، طالب من أسرة متواضعة الحال، تؤمن ببركة الست "أم هاشم" وزيت قنديلها في علاج الأمراض وفك الكرب. لا يتمكن إسماعيل من الالتحاق بكلية الطب في مصر، فتقرر أسرته أن ترسله لدراسة الطب في أوروبا، وتوصيه بالالتزام بدينه وعاداته الشرقية. وقبل السفر، تقرر الأسرة خطبة إسماعيل على ابنة عمه فاطمة، التي تعاني من مرض في عينيها وتتداوى بزيت قنديل أم هاشم. 

في انجلترا، يتعرف إسماعيل على فتاة انجليزية تعرفه على الفن والجمال والموسيقى والتحرر، وتسخر من عاداته الشرقية ومن رغبته في الزواج منها. وبسببها، ينسلخ إسماعيل تدريجيًا من هويته، وينفر من كل ما هو شرقي، فيؤمن بدين العلم والعلم وحده، ويصبح يومًا بعد يوم شبيهًا بالأوروبيين. أخيرًا، تمل الفتاة منه وتتركه لتنتقل إلى غيره.

يعود إسماعيل إلى مصر بعد سبع سنوات شخصًا آخر: طبيب عيون لامع، يلبس أفخم الملابس الأوروبية، ويطمح إلى تغيير الطب في مصر وإنقاذ المصريين من متاهات الجهل. يٌصدم أهله بالتغيير الذي طرأ عليه، فهو متعال عليهم يراهم مجرد حفنة من الجهلة. يتعرض إسماعيل لصدمة حضارية عندما يكتشف أن أهله لا يزالون يعالجون خطيبته "فاطمة" بزيت القنديل، فيثور عليهم ويقتحم المسجد لتحطيم القنديل، فينال "علقة محترمة" من أهل الحي. 

ما يزيد الطين بلة هو أنه يحاول علاج خطيبته بالطب الحديث متحديًا زيت القنديل، فتفقد بصرها تمامًا. يجد إسماعيل نفسه في حالة صدمة وتيه بعد الحادثة، وينعزل بعيدًا عن أهله، بعدما اكتشف أن علمه ونجاحه في أوروبا لا يضمن له القبول في الشارع المصري. وتدريجيًا وبمرور الوقت ومعاشرة أهل الحي، يتعلم إسماعيل أن يؤمن بالعلم والتراث معًا، فتشفى فاطمة بفضل علمه وزيت القنديل بنفس الوقت.

نقد


أحب هذا الكتاب كثيرًا، وتلك هي قراءتي الثانية له. لكن لا أحب النهاية على الإطلاق. أعتقد أن حقي وقع في خطأ جسيم، فهو في النهاية ينتصر للخرافات، وهذا ما أزعجني كثيرًا. أتفهم أنه يريد أن يقول إن العلم لا قيمة له دون الإيمان، ولكن كان عليه التفرقة بين الإيمان والخرافة. كنت أود لو أن حقي انتصر للعلم في النهاية.

ولكن على الجانب الإيجابي، أظن أن الفيلم قد أصلح هذا الخطأ. في الفيلم، يعالج "إسماعيل" خطيبته فاطمة بالطب الحديث سرًا، ويُقنعها بأنه يُقطر لها زيت القنديل في عينيها، بينما في الحقيقة هو يقطر لها الدواء. أي أنه وجد طريقًا لينفذ خطته لمداواة الناس بالعلم، ولكن دون المساس بمعتقداتهم. ليس هذا ما تخيلته بالضبط، فهذه سلبية لا أكثر، ولكن على أي حال أراها معالجة ذكية من صناع الفيلم. بشكل عام، الفيلم جيد جدًا وأنصح به بعد قراءة الرواية.


اقتباسات

"إن أخشى ما تخشاه هي: القيود. وأخشى ما يخشاه هو: الحرية."

"وكلما قوى حبه لمصر، زاد ضجره من المصريين. ولكنهم أهله وعشيرته، والذنب ليس ذنبهم. هم ضحية الجهل والفقر والمرض والظلم الطويل المزمن".



الأحد، 8 مارس 2020

اليوم العالمي للمرأة: مشاهد من أفلام أحبها!

مرحبًا مرة أخرى. يحتفل العالم اليوم، الثامن من مارس، بعيد المرأة، وتختلف مظاهر الاحتفال من بلد للآخر.. هنا في محل اقامتي مثلًا دُعيت للمشاركة في تظاهرات مناهضة للعنف ضد المرأة، وفي بلدان أخرى يُخصص يوم التاسع من مارس إجازة رسمية لكل النساء العاملات. 

أحب الأفلام التي تتناول قضية المرأة. من أفلامي المفضلة في هذا النوع هي التي تتناول حياة المرأة الطموح الذكية، التي يحاول المجتمع أن يفرض عليها قالبًا لا يناسبها. وسواء كنتِ امرأة أو كنت رجلًا، هذه مجموعة من أفلامي المفضلة التي أعتقد أن على الجميع مشاهدتها.

1. An Education

شاهدت هذا الفيلم لأول مرة عندما كنت في الثانوية، أي في نفس عمر البطلة، وشاهدته مرة أخرى السنة الماضية كامرأة ناضجة (تقريبًا؟)، وفي كل مرة ينجح في تثبيت رسالة قوية: على الفتاة أن تكون لنفسها كل شيء. لن يأت فارس على حصان أبيض ليحقق أحلامها ويمنحها سعادة أبدية.
 في هذا الفيلم، تقع البطلة (كاري موليجان) في حب الرجل الخطأ. وكما هو متوقع في مثل هذه الحالات، بالطبع، تنقلب حياتها رأسًا على عقب؛ فبعد أن كانت طالبة مجتهدة تحلم بالالتحاق بأكسفورد، تتحول إلى متمردة ترغب في الاحتفال والرقص والسفر فحسب. هذه واحدة من الحوارات العبقرية في الفيلم، حيث تواجه ناظرة المدرسة بتمردها على النظام الأكاديمي وعلى الحياة التقليدية بشكل عام: 


2. The Intern

في إطار كوميدي لطيف، أقل دراماتيكية من الفيلم السابق، تلعب (آن هاثاواي) دور مديرة ناجحة لشركة ناشئة، وأم وزوجة مُحبة. توظف الشركة رجلًا متقاعدًا (روبرت دي نيرو)، فتنشأ صداقة لطيفة بين المديرة والموظف الجديد. الرسالة النسوية هنا تتجلى في هذا المشهد: تكتشف آن أن زوجها يخونها. وكعادة النساء في حالات الخيانة، تبدأ في إلقاء اللوم على نفسها، فتظن أن نجاحها المهني قد أدى للجوء زوجها للخيانة في سبيل إثبات رجولته. تفكر آن في التخلي عن نجاحها المهني في سبيل إصلاح الخطأ الذي ارتكبه زوجها، وهنا يمنحها (دي نيرو) رسالة ينبغي على كل امرأة أن تسمعها.


3. Mona Lisa Smile

لا يمكن أن نتحدث عن الأفلام النسوية بدون أن نذكر رائعة (جوليا روبرتس). في هذا الفيلم، تلعب جوليا دور أستاذة لتاريخ الفنون، تقبل وظيفة في كلية مرموقة للفتيات. تحاول جوليا أن تلهم طالباتها بأن يكون لهن طموح لخوض حياة استثنائية، بدلًا من الاكتفاء بخدمة زوج وتربية أبناء. (عليّ أن أوضح هنا: شخصيًا، لا أجد مشكلة في كون طموح بعض النساء ينحصر في الجانب العائلي والشخصي، طالما كان ذلك الطموح نابعًا من رغبتها هي. ولكني مع ذلك أعترض على رؤية المجتمع للمرأة ذات الطموح العملي كمتمردة على منظومة الزواج والتقاليد الأسرية). بالإضافة إلى ذلك، يتناول الفيلم أيضًا ديناميكية العلاقات بين الفتيات واختلاف وجهات نظرهن في هذا السن.
في هذا المشهد، نرى كيف تكون أكبر عدو للمرأة هي امرأة أخرى. من أعظم لقطات الفيلم عندما تواجه الأستاذة طالباتها، أذكى طالبات البلد، الذين لم يتقبلن رسالتها بشكل جيد:



4. الباب المفتوح

الباب المفتوح هو فيلم مصري مبني على رواية رائعة للكاتبة لطيفة الزيات. لما شفت هذا الفيلم لأول مرة وقرأت الرواية، أدهشتني كمية الأفكار التقدمية التي ناقشها في تلك الفترة من تاريخ مصر. الفيلم والرواية يطرحان قضية تمكين المرأة وتحرير الأمة في نفس الوقت، كم تمنيت لو كنت قد عاصرت تلك الفترة!
من أروع مشاهد الفيلم والرواية هو ذلك الخطاب الذي أرسله حسين لليلي من الخارج، ليؤكد لها إيمانه بها، وأن حبه لها لا يعني فقدانها لحريتها. هذا أيضًا من الأفلام التي على كل فتاة مشاهدتها.


لقراءة الخطاب نصًا: اضغط هنا.

أتمنى لكم يومًا سعيدًا ومشاهدة ممتعة!