السبت، 6 نوفمبر 2021

كل شيء عن الحب: مراجعة

الكتاب: كل شيء عن الحب: رؤى جديدة
الكاتبة: بيل هوكس
لغة القراءة: الإنجليزية
صيغة القراءة: كتاب إلكتروني - كيندل
التقييم: 3 نجوم من 5

مرحبًا. انتهيت الاسبوع الماضي من قراءة كتاب بعنوان: كل شيء عن الحب من تأليف المفكرة والأستاذة الأمريكية بيل هوكس. لا أتذكر من رشح لي هذا الكتاب تحديدًا، لكنني سعيدة بقراءته. لا يمكنني القول إنه عمل كلاسيكي خالد، فقد وجدت كثير من أفكار هوكس متكررة نوعًا ما وليست بالعمق الذي تدعيه.

تدافع هوكس في هذا الكتاب عن مفهوم الحب، الذي تشوه كثيرًا في ثقافتنا المعاصرة بسبب النزعة الرومانسية romanticism التي ترى هوكس أنها قد خربت مفهوم الحب في العلاقات العاطفية. هذا الجدل قائم منذ فترة بالفعل، وقد تناوله آلان دو بوتون في عدة محاضرات رائعة مسجلة على يوتيوب. 


بالإضافة إلى ذلك، أحببت تعريف هوكس للحب على أنه فعل، لا مجرد اسم، كما تناولت الجانب اللغوي من تعبيرنا عن الحب بشكل ممتاز، وأننا يجب أن نتعامل مع الحب باعتباره قرارٍ واع، لا شعور عابر، واتضحت في تلك النقاشات اللغوية فعلًا قوتها كأكاديمية.

ربما ما أزعجني قليلًا في هذا الكتاب هو التكرار غير المبرر لبعض الأفكار، هناك إطناب لا داع له في بعض الفقرات جعلها رتيبة نوعًا ما. هناك أيضًا نبرة خطابية في أسلوب الكتابة نفسه، أعني أن الكاتبة تستخدم عبارات رنانة للتعبير عن جمل ليست عميقة بالضرورة، كأنها تريد أن تلقي خطابًا قويًا أمام جمع، فخرج النص براقًا يمكن استخراج عدة اقتباسات منه، لكن ليس عميقًا كفاية لتذكر تلك الاقتباسات. كنت أتمنى لو اقترب هذا الكتاب أكثر من تصنيف الفكر والفلسفة، لكني وجدته يميل نحو التنمية الذاتية. وهو ليس شيئًا سيئًا بالضرورة، لكنه فقط خيب توقعاتي.

الاقتباسات

"لكن غياب الحب هو بالضبط ما جعلني أدرك كم هو مهم".

"كان من الصعب عليّ أن أؤمن بما يعدني به الحب بينما أرى حولي هيمنة القوة أو سيطرة الخوف على رغبة المرء في الحب."

"الرجال يضعون النظريات حول الحب، بينما النساء هم غالبًا من يمارسنه. أغلب الرجال يشعرون أنهم يتلقون الحب ولذلك يعلمون شعور أن يكون المرء محبوبًا، بينما النساء غالبًا تعيش في حالة توق، رغبة في الحب لا تٌلبى".

"في كتاب عالم النفس سكوت بيك بعنوان (الطريق الأقل ازدحامًا)، يعرف الحب بأنه الرغبة في تنمية وإشباع حاجة المرء، أو حاجة الآخر، للنمو الروحاني. يستسرد قائلًا: الحب هو ما يفعله الحب. الحب هو فعل إرادي، أي أنه نية وفعل في نفس الوقت. النية تعني أنه يتضمن القدرة على الاختيار. لسنا مضطرين أن نحب، بل نحن نختار أن نحب".

"لكي نحب حقًا علينا أن نمزج معًا عدة مكونات: الاهتمام، العطف، التقدير، الاحترام، الالتزام، والثقة، بالإضافة إلى التواصل الصريح الشفاف".

"عندما نفهم أن الحب هو الرغبة في إشباع وتغذية نمونا الروحاني ونمو الطرف الآخر، يتجلى واضحًا لنا أنه لا يمكن أن ندعي الحب ما دمنا جارحين أو مسيئين. لا يمكن أن يتعايش الحب والإساءة معًا".

"من الخرافات الاجتماعية التي علينا أن نمحوها لكي نصبح مجتمعًا محبًا هي تلك الخرافة التي تعلم الآباء أن الإساءة والإهمال يمكن أن يتعايشا جنبًا إلى جنب مع الحب. الإساءة والإهمال هما عكس الحب. الاهتمام وتأكيد الثقة، وهما عكس الإساءة والمهانة، هما الداعمان الأساسيان للحب. لا يمكن لأي شخص أن يدعي أنه محب عندما يتصرف بإساءة. ومع ذلك، يقوم الآباء بذلك طول الوقت في ثقافتنا. الأطفال يُقال لهم أنهم يتلقون الحب رغم أنهم يساء إليهم".

"في أحد الفصول المعنونة: كيف يمكننا أن نحظى بعلاقات أفصل مع النساء في حياتنا؟ يقول المؤلف ستولينبرج: إن العدالة الموجودة في الحب بين الرجل والمرأة لا قيمة لها عندما تكون الرجولة أهم في نظر الرجل. عندما يحب الرجل رجولته أكثر مما يحب العدل في العلاقة، يمكننا أن نتوقع عواقب هذا السلوك في كل علاقاته مع النساء."

"أن تعيش بقيم الحب يعني أن نتعلم أن نقدر قيمة الإخلاص والالتزام بالروابط في حياتنا، أكثر مما نقدر قيم الممتلكات المادية".

"إن الاعتقاد السائد بأن الالتزام بسلوك أخلاقي في الحياة يسلب منها المتعة هو  اعتقاد خاطئ. في الحقيقة، العيش بسلوك أخلاقي يضمن لنا أن العلاقات في حياتنا، بما في ذلك تعاملاتنا مع الغرباء، تغذي نمونا الروحاني. إن التصرف بطريقة غير أخلاقية، بدون اعتبارات لتبعيات أفعلنا، يشبه تمامًا أن نأكل أطنانًا من الوجبات السريعة. قد يكون طعمها جيدًا، لكن في النهاية يظل الجسم دون غذاء حقيقي، في حالة مستمرة من النقص والتوق".

"في الثقافة البطريركية، يميل الرجال إلى اعتبار الحب كشيء عليهم أن يستقبلوه دون بذل مجهود. عادة لا يريد الرجال بذل الشغل الذي يتطلبه الحب".

"في كثير من الأحيان، تظن النساء أنه من علامات الالتزام والتعبير عن الحب هي أن تحتمل القسوة والشر، أن تسامح وتنسى الإساءة.  لكن في الواقع، عندما نحب بشكل صحيح، نعلم جيدًا أن رد الفعل الصحيّ السليم ضد القسوة والإساءة هو أن نبعد أنفسنا عن مصدر الأذى".

"لن يسود الحب في أي علاقة طالما يريد أحد الطرفين، أكان الرجل أو المرأة، أن يمسك بزمام الأمور، أن يحافظ على السيطرة".

"إن اختيار أن نكون صرحاء هو أول خطوة في  عملية الحب. لا يوجد ممارس للحب يمكنه أن يخدع. في اللحظة التي يٌتخذ فيها القرار لأن نكون صرحاء، تصبح الخطوة التالية هي التواصل".

"ربما كنا سنعيش في عالم أكثر قسوة وعنفًا لو لم تكن النساء تقوم بدور تعليم الرجال الذين فقدوا تواصلهم مع أنفسهم كيف يحبون مرة ثانية. هذا العمل المبني على الحب يكون بلا جدوى فقط إذا رفض الرجال تلك اليقظة والنمو. في تلك الحالة، يكون من ضمن أفعال حب الذات التي على النساء فعلها هي أن تترك العلاقة وتمضي قدمًا بحياتها."

"إذا سألني أحدهم: ما هو السبب الأكثر شهرة وتكرارًا لفشل العلاقات؟ لأجبت بأنها الأنانية. نحن نعيش في عصر من النرجسية، وكثير من الناس لم يتعلموا، أو نسوا، كيف يستمعون لحاجات الآخرين. الحقيقة هي التالي: إذا أردت أن تغير شيئًا واحدًا فقط يمكنه أن يحسن علاقتك في يوم وليلة - حرفيًا - فذلك الشيء هو أن تضع مصلحة شريكك جنبًا إلى جنب مع مصلحتك الشخصية، على نفس المستوى".
 
"إن العطاء بكرم في العلاقات العاطفية، وفي العلاقات الأخرى كلها، يعني أن نٌميز متى يحتاج الشخص الآخر إلى اهتمامنا. الاهتمام هو من أهم مواردنا".

"أن تحب أحدهم ليس فقط شعورًا قويًا، بل هو قرار، هو حكم، هو وعد. لو أحببنا بناءًا على المشاعر فقط، لن يكون هناك أي أساس لنبني عليه وعدًا بأن نحب الآخر للأبد. إن المشاعر تذهب وتأتي طول الوقت".

"كم ستكون الأمور مختلفة إن بدلًا من "أظن أنني واقع في الحب"، قلنا "لقد تواصلت مع شخص بطريقة تجعلني أظن أنني في طريقي لمعرفة الحب". أو بدلًا من "أنا واقع في الحب" قلنا "أنا أحب"  أو "أنا سوف أحب".

"أغلب الوقت، نظن أن الحب يعني أن نتقبل الشخص الآخر كما هو. ولكن كم منا لم يتعلم بالطريقة الصعبة أننا لا نستطيع أن نغير أحدهم، ولا أن نضعهم في قالب لنصنع منهم المحب المثالي الذي نريدهم أن يكونوا عليه. لكن عندما نلتزم بالحب الحقيقي، نلتزم أيضًا بالرغبة في التغير، بأن يمارس علينا شريكنا بعض التعديلات (بطريقة محبة)، لنصبح أشخاصًا أكثر اكتمالًا".

"الحب الحقيقي لا يقيد بشروط، لكن لكي ينمو حقًا فإنه بحاجة إلى الالتزام المستمر بالجهد البناء والتغيير".

"لا يستطيع الجميع تحمل ثقل الحب الحقيقي. القلوب الجريحة تهرب من الحب لأنها لا تريد بذل الجهد اللازم للتعافي ولاستمرار وتغذية الحب. كثير من الرجال تحديدًا يهربون من الحب الحقيقي ويلجأون إلى علاقات يكونون فيها بخلاء عاطفيًا لكن مع ذلك يتلقون الحب من الطرف الآخر. في النهاية، هم يختارون السيطرة بدلًا من الحب. لكي نعرف الحب الحقيقي ونحافظ عليه، علينا أن نكون على استعداد للتخلي عن رغبتنا في السيطرة".
 
لشراء الكتاب من أمازون (رابط إعلاني):
All About Love: New Visions (Love Song to the Nation)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق