الجمعة، 6 أغسطس 2021

صاحب الظل الطويل: مراجعة


الكتاب: صاحب الظل الطويل
الكاتبة: جين ويبستر، ترجمة بثينة الإبراهيم
لغة القراءة: العربية، مترجم عن الإنجليزية
صيغة القراءة: كتاب إلكتروني - كيندل
التقييم: 4/5

انتهيت منذ شهر تقريبًا من قراءة واحدة من الكتب الأكثر شهرة في الأدب الأمريكي: صاحب الظل الطويل للكاتبة جين ويبستر. 

جين ويبستر هي كاتبة أمريكية نشأت في أسرة تنتمي إلى الوسط الثقافي، فقد كان والدها مدير أعمال الكاتب الساخر مارك توين، وكانت جدتها نشطة في مجالات الحقوق ومن المحاربات الأوائل من أجل حق المرأة في الانتخاب.

كانت كتابات جين دائمًا تتضمن بناتًا يافعات، يتميزن بخفة الدم والذكاء ويحاولن شق طريقهن في العالم بكل ما يحمل من صعوبات. اهتمت جين بقضايا ملاجئ الأيتام ورعاية النساء، وكانت صاحبة دعوى للإصلاح تهدف إلى تحسين الأوضاع في الملاجئ، ولعل ذلك يظهر جليًا في الرواية هنا؛ حيث نجد البطلة تشق طريقها من صلف الحياة في الملجأ إلى بريق حياة الجامعة والوسط الثقافي. 

ورغم اهتمامها بقضايا الأطفال إلا أنها ماتت قبل أن يتاح لها فرصة الاستمتاع بالأمومة، فقد توفاها الله بعد ساعات من ولادة ابنتها الوحيدة.

صدرت رواية صاحب الظل الطويل في عام 1912، وفيها نتتبع حياة المراهقة جودي آبوت التي نشأت في دار للأيتام. عندما تبلغ جودي سن السابعة عشرة، يلاحظ أحد رعاة دار الأيتام موهبتها الكتابية الطريفة، فيقرر أن يتكفل بدراستها الجامعية، على شرط أن تكتب له رسالة شهرية تخبره فيها بتطور دراستها، وألا تعلم بهويته أبدًا. 

نرى خلال الأحداث كيف تتطور العلاقة بين جودي والراع المجهول لدراستها، الذي تسميه "صاحب الظل الطويل"؛ فهي لم ترى منه غير ظله. ورغم أن صاحب الظل لا يرد على رسائلها أبدًا، إلا أن العلاقة تتطد بين الاثنين، في شد وجذب وحب وعند، إلى أن يتم الكشف عن هوية صاحب الظل في نهاية الرواية. 

أحببت آراء جودي الناقدة، اللاذعة، وحس دعابتها الطريف، وفلسفتها "الرواقية" في الحياة، إن صح التعبير. قدمت لنا جودي نموذجًا حيًا للمرأة المؤمنة بالحركة النسوية في ذلك الوقت، وإن كان ذلك غير مصرح به بشكل علني في الرواية. (رغم أن الحبكة نفسها قد تبدو "معادية للنسوية" بمعايير اليوم - انظر المرجع). قد يكون العيب الوحيد في الرواية هو النهاية المتوقعة.

اقتباسات:

"أتمنى لو كان بمقدوري أن أشرح لك كيف يبدو وكم نحن منسجمان. إذ لدينا الآراء نفسها حيال كل شيء، وأخشى أن يكون لدي ميل لتغيير آرائي لتماثل آراءه! لكنه محق على الدوام. نتفق كلانا دومًا على طرافة الأشياء نفسها، وهذا كثير جدًا؛ لا بد أن يكون الأمر كئيبًا إن كان حس الدعابة متعارضًا لدى شخصين، فلا أرى أي شيء قد يجسر هذه الهوة!"

"حين ينسجم شخصان، ويشعران بالسعادة حين يكونان معًا، ويحسان بالوحدة حين يفترقان، فليس عليهما السماح لشيء في العالم بالوقوف بينهما."

"لقد اكتشفت السر الحقيقي للسعادة يا عزيزي، ويكمن هذا في أن تعيش اللحظة، وألا تتحسر على الماضي على الدوام، أو تفكر في المستقبل، بل أن تحصل على أكبر قدر من هذه اللحظة. سأستمتع بكل لحظة، وسأعرف أنني سأستمتع أثناء ذلك."

"معظم الناس لا يحيون، بل يكتفون بالجري، ويحاولون بلوغ هدف ما بعيد في الأفق، وفي حرارة الجري تنقطع أنفاسهم ويلهثون فيخسرون رؤية الريف الجميل الهادئ الذي يجتازونه، ثم يكون أول ما يكتشفونه أنهم صاروا مسنين ومنهكين، ولن يحدث بلوغهم هدفهم أو عدمه أي فرق."

"هذه هي الشخصية التي أنوي تنميتها. سأتظاهر بأن الحياة كلها ليست سوى لعبة علي أن ألعبها بمهارة وإنصاف قدر استطاعتي. وإن خسرت، فسأرفع كتفي وأضحك، وسأفعل ذلك إن ربحت أيضًا"

المراجع:

https://www.readings.com.au/news/retro-reads-daddy-long-legs-by-jean-webster#