الكتاب: I'm Glad My Mom Died
الكاتبة: جينيت ماكردي
لغة القراءة: الانجليزية
صيغة القراءة: كتاب صوتي
التقييم: 5/5
مرحبًا مرة أخرى. مضى أكثر من عام على آخر تدوينة لي هنا. كانت السنة والنصف الماضية عصيبة، على الأرجح الأصعب في حياتي. الآن بعدما فُرجت، وجاءتني السنة الجديدة ببعض الاستقرار ورفاهية وقت الفراغ، أشعر بالسعادة الجارفة لعودتي للقراءة وللتدوين. افتقدت المدونة كثيرًا، وأشعر بالامتنان لمن أرسلوا لي رسائل عبر المدونة للاطمئنان.
في بدايات 2023 استمعت لـ"أنا سعيدة لأن أمي ماتت" للكاتبة والممثلة الشابة جينيت ماكردي. الكتاب عنوانه صادم، يكاد يكون جارحًا للقارئ. لكننا تعودنا ألا نحكم على الكتاب من غلافه.
ولأنه ظهر كثيرًا في الميديا وقوائم أفضل المبيعات وقت صدوره، قرأت عن الكتاب كثيرًا قبل أن أستمع له. ورغم ترددي في البداية من قراءة سيرة ذاتية لممثلة أمريكية لا أعرف عنها الكثير، إلا أنني ممتنة لأنني قرأت هذا الكتاب، الذي صار من أفضل قراءات العام.
جينيت ماكردي هي ممثلة أمريكية سابقة ظهرت في بعض برامج الأطفال والمراهقين الشهيرة مثل iCarly. وليس الأمر بمفاجأة حين نعرف أن ظروف حياة الممثلين الأطفال دائمًا مثيرة للجدل.
نشأت جينيت في أسرة فقيرة. منذ طفولتها، حاولت أمها أن تدفعها نحو النجومية والتمثيل، لتحقق حلمها هي (الأم) في النجومية، دون الأخذ في الاعتبار حتى ما إذا كانت جينيت تستمتع بالأمر. أصبحت جينيت نجمة بالفعل، ما ساعد أسرتها في تحقيق بعض الاستقرار المادي والثراء. وبذلك لم تصبح جينيت فقط نجمة تليفزيونية بل أيضًا نجمة العائلة. ولكن الجانب الخفي الذي تكشفه لنا الكاتبة هنا هو ما يدور وراء الكواليس، وكيف أن سعي الأم نحو النجومية من خلال ابنتها كان مصحوبًا بالممارسات الخاطئة والإساءة الجسدية والنفسية، وبشكل عام تدمير طفولة جينيت وسنين مراهقتها.
ما يُعقد الأمر أيضًا هو أن الأم مصابة بالسرطان. تحاول الطفلة جينيت دومًا أن تنال رضا أمها من خلال طاعتها عن طريق الالتزام بمعاييرها الجنونية فيما يتعلق بوزنها وشكلها وطريقة الأكل، ما يصيب جينيت باضطرابات الغذاء ويضر بصحتها.
تتحدث جينيت أيضًا عن عملها كممثلة طفلة. كم كرهت التمثيل وكم يشيع في ذلك الوسط من فساد وإساءة للأطفال.
تذكرني أم جينيت بظاهرة "أمهات اللوز - Almond moms" التي شاعت مؤخرًا في بعض المجتمعات الغربية. وصف أمهات اللوز يطلق على الأمهات اللاتي يشجعن ثقافة الدايت لدى الأطفال ويفرضن قواعد صارمة فيما يتعلق بالوجبات التي يأكلها الأطفال، وخاصة البنات.
ليس الكتاب بقراءة سهلة، بالطبع. قرأت بعض الصحف تصفه بـ"سيرة ذاتية مضحكة"، لكنني لم أضحك خلال الاستماع إليه على الإطلاق. الكتاب هو سيرة ذاتية مؤلمة عن استغلال الأطفال في صناعة الميديا، وعن ابنة تفقد هويتها وطفولتها وتعرض حياتها للخطر في محاولة لتحقيق آمال أمها القاسية، لندرك في النهاية أن اختيارها للعنوان "أنا سعيدة لأن أمي ماتت" مبرر.
أعجبني أسلوب كتابة جينيت، الذي رغم سهولته لا يزال بليغًا وقويًا. الكتاب متاح باللغة الإنجليزية ولم يترجم بعد للعربية.
اقتباسات
"تأقلمت على اعتبار أي حدود شخصية بيني وبينها بمثابة الخيانة، لذلك ظللت صامتةً، والتزمت بطاعتها".
"من حقي أن أكره حلم أحدهم، حتى لو كان ذاك الحلم هو واقعي"."كانت هشاشة حياة أمي هي محور حياتي".
"أدرك تمامًا أنني أبدو متذمرة وشكاءة. ملايين من البشر يحلمون بالشهرة، بينما أنا أحظى بها وأكرهها. لكنني أشعر بأن من حقي أن أكره الشهرة لأنني لم أحلم بها. أمي هي من حلم بها. أمي هي من دفعني لها".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق