الاثنين، 28 يونيو 2021

تجربتي مع تيلور جينكنز ريد

تيلور جينكنز ريد هي كاتبة أمريكية معاصرة، لها عدة كتب من فئة روايات أدب النساء والرومانسية (مع أنني أتحفظ على لفظ "أدب النساء" لأنه عادة يلمح إلى محاولات إبداعية أقل جدية من محاولات الرجال!، إما ذلك أو أنه يشير إلى الأدب القائم على قصص حب وردية مخصصة للمراهقين). سمعت عن ريد كثيرًا، لكن بسبب نفوري المعهود من أدب الرومانسية كنت أؤجل قراءة أعمالها.

لكن في الفترة السابقة، اتجهت لاستماع الكتب صوتيًا لضيق الوقت وقلة الطاقة. اخترت كتابًا قصيرًا عشوائيًا، وشرعت في قراءته دون معرفة مسبقة بموضوعه.
كان اسم الكتاب Evidence of the Affair - أو "دليل الخيانة" لكاتبتنا. لاحظت من البداية القوية أني أمام كاتبة متمكنة حقًا من أدوات السرد. استخدمت تيلور في هذه النوفيلا أسلوب القص عن طريق الرسائل المتبادلة بين امرأة متزوجة، وزوج عشيقة زوجها.



يحب البشر قصص الخيانة الزوجية. لسبب ما في طبيعتنا، تأسرنا فكرة مثلثات الحب love triangles. أيحدث ذلك لأن أغلب الناس حياتهم العاطفية مملة، فيبحثون عن الإثارة في قصص الآخرين؟ أم أن هذا بسبب أن الخيانة نفسها مشكلة شديدة الانتشار - خصوصًا في مجتمعاتنا المعاصرة، حيث يمكنك استبدال شريك حياتك بشخص عشوائي من الإنترنت في غمضة عين، ما يضع الإنسان في حالة من ال paradox of choice "معضلة الاختيارات المتعددة"، ولكن ليس هذا موضوعنا اليوم.

لنعد إلى الكتاب مرة أخرى. أعجبني أسلوب ريد في هذا الكتاب، وإن كنت أنتظر حبكة أكثر دراماتيكية في النهاية. فاجأتنا ريد بالفعل بنهاية قوية تمامًا كالبداية، لكن شيئا ما كان ناقصًا. في المجمل، يحدثنا الكتاب عن الأمل في إيجاد السلوى في أصعب لحظات حياة المرء. يحدث أن يبعث لك القدر شخصًا يكون كنسمة صيف بعد أن مشيت أميالًا في حر الصحراء.

أسلوب الكتابة سهل وبسيط، كأنك تستمع لصديقين يتحدثان بكل حرية. قد أكون متحيزة قليلًا، ولكني أعشق أدب الرسائل، لا أعتقد أنني قرأت يومًا كتاب مراسلات إلا وحاز على إعجابي.
تقييمي العام: 4 نجوم من 5

اقتباسات:
"من المضحك أن عقولنا تختلق أشياءًا مجنونة لتنقذنا من الحقيقة".

"تدهشني فكرة أن المرء لا يسعد بعودة شيء إلا إذا غاب عنه الشيء في المقام الأول".

"أحيانًا أشعر أن قلبي سيتحول إلى حجر في أي لحظة، ولكن كلما رأيتك أصبح أكثر لينًا، متذكرًا كيف أنك تختارين اللطف بدلًا من الغضب في كل خطوة".


الرواية الثانية التي استمعت إليها اسمها One True Loves، وتدور أحداثها حول فكرة فقدان الحب. هل يقع المرء في الحب مرة واحدة فقط، فإن فقده، مختارًا أو مضطرًا، ضاعت عليه فرصة الحب للأبد؟ تجادل الكاتبة أن هذه الرؤية غير صحيحة، في رواية جميلة سريعة الأحداث، وإن كانت مليئة بالكليشيه قليلًا.

مما أعجبني في الرواية أيضًا هو فكرة أن تعريف المرء للحب يختلف على مدار سنين حياته، فالبطلة تقع في حب شاب مغامر طموح في شبابها، ثم لما تتقدم في العمر وتمر بتجارب حياتية مختلفة تقع في حب الرجل الهادئ "العادي"، مدرس الموسيقى الذي يعيش في نفس المدينة التي نشأ بها منذ صغره.

ربما ما أزعجني قليلًا هو المثالية الزائدة للبطلة. رأيت هذا النمط كثيرًا في الكتب وحتى المسلسلات ذات الحبكة الرومانسية، فهي عادةً تقع في فخ تصوير البطلة كملاك يمشي على الأرض، يقع في حبها جميع الرجال وتغار منها كل النساء. أرى هذا التجسيد غير ناضج بعض الشيء ويفتقر إلى الواقعية؛ فنحن "لا قديسون ولا ملائكة" كما يذكرنا عنوان رواية إيفان كليما.

تقييمي العام: 2 نجوم من 5

اقتباسات
"الأشياء الجيدة لا تنتظرك حتى تكون مستعدًا، بل هي أحيانًا تحدث قبل أن تصل إلى تلك المرحلة. وقد اكتشفت أنه عندما يحدث ذلك، يمكن أن تدع الفرصة تمر كأنها لم تكتب لك، أو يمكنك أن تستعد لها. ولذلك استعددت لها."

"لقد وضعت خطة لحياتي بناء على رغبتي في أن أرى كل الأماكن المذهلة، لكنني أدركت أخيرًا أن الأشياء المذهلة في كل مكان".

"كنت أظن أن الحزن كالمرض المزمن، كل ما يمكنك فعله تجاهه هو أن تُقدر الأيام الجيدة وتتقبل معها الأيام السيئة. ثم بدأت أفكر أن ربما الأيام الجيدة ليست مجرد أيام، قد تصبح أيضًا أسابيع جيدة، شهورًا جيدة، أعوامًا جيدة. والآن أتسائل، ألا يشبه الحزن صَدَفة تحملها معك لوقت طويل، وذات يوم تُدرك أنك كبرت عليها؟ فتقرر حينها أن تضعها أرضًا".

الأحد، 13 يونيو 2021

إعادة اكتشاف الضحك



عينان بنيتان تحملان طيبة العالم

أعلق عينيّ بهما تعلق الغريق بقشة.

وابتسامة تدفئ برد ليال الشمال.

نضحك معًا،

في الشارع المعتم،

في الساعة المتأخرة،

فيخيل لي أننا وحدنا على هذه الأرض.

أو أننا أول من عرف الضحك.

أريد أن أسألك: كيف تظن كان شعور آدم وحواء،

حين اكتشفا الضحك لأول مرة؟

ثم أتراجع.

أحاول، بكل طاقتي، أن أحمل قلبك برفق.


الحياة تبدو سهلة.

لا، انتظر، ليست سهلة أبدًا. أنت تعرف ذلك جيدًا.

كلانا نعرفه.

لكن ما أعنيه هو، إنها سهلة.. معك.

وعندما نفترق، 

ستعود صعبة مرة أخرى.