الخميس، 20 يونيو 2019

الكتب المرافقة هذه الأيام

مرحبًا! مضى وقت طويل منذ تحدثت عن الكتاب المرافق.. هذه الفترة يبدو أن حياتي “مكركبة” لدرجة أنني أقرأ ثلاثة كتب في وقت واحد. أظنني بحاجة إلى بعض النظام! أستعرض معكم سريعًا بعض الكتب التي رافقتني في الأيام القليلة الماضية.

ليس لدى الكولونيل من يكاتبه

أنتهيت مؤخرا من أول قراءاتي لجابرييل جارسيا ماركيز، وأحببتها كثيرا كما توقعت. “ليس لدى الكولونيل من يكاتبه” هي قصة - أو نوفيلا- بالغة الرقة، يغلب عليها طابع حزين خافت. هي عن خطورة الأمل وانتظار ما قد لا يأتي أبدا. هي عن الخط الرفيع الفاصل بين التمسك بالحلم والعيش في الوهم. تذكرني بقصيدة فاروق جويدة التي يقول فيها: “لا تنتظر أحدا، فلن يأتي أحد”. 

ترجمة الدكتور صالح علماني كما اعتدناها، بليغة خفيفة على العقل واللسان. عليّ أن أبدي إعجابي بإصدارات سلسلة “الروائع” من دار أخبار اليوم؛ فالقطع الصغير مناسب للحمل في السفر ولطيف الشكل أيضا! أتطلع لقراءة “الحب في زمن الكوليرا"، الجالسة على رف مكتبتي منذ زمن، عما قريب.


Go, Went, Gone by Jenny Erpenbeck

"يذهب، ذهب، ذاهب"، أو كما تسمى في نسختها العربية "وطن محمول"، هي رواية ألمانية منقولة للإنجليزية، تحكي عن بروفيسور ألماني متقاعد يصادق مجموعة من اللاجئين الأفارقة. بمجرد قراءتي لوصف الرواية تحمست لقراءتها كثيرًا؛ لفضولي بمعرفة كيف ينظر الألمان - والأوروبيون عامة - إلى أزمة اللاجئين الحالية. 
انتهيت من نصفها تقريبًا حتى الآن، وأقتبست لكم منها بعض السطور في التدوينات السابقة. أعتقد أنها تعجبني، لكن ما زال ينقصها شيء ما ليجعلها عملًا أدبيًا كاملًا. ربما يأتي هذا الشيء في النصف الأخير من الرواية.

القوزاق، لليو تولستوي

بدأتها مؤخرًا وأظنها ستعجبني رغم البداية الرتيبة قليلًا. استلهم ليو تولستوي أحداث هذه الرواية من فترة خدمته مع الجيش الروسي التي قضاها في القوقاز.. كتب الرواية في عشر سنين، ويقال أنه وضع لها عشر نهايات مختلفة! تأثر تولستوي كثيرًا بالطبيعة الساحرة هناك وبطباع القوزاق البسيطة. ترجمة سامي الدروبي رائعة كالعادة.

الأربعاء، 5 يونيو 2019

قراءات رمضان

أهلا يا أصدقاء! عدت أخيرًا بعد إجازة رمضان. أتمنى لكم عيدًا مباركًا :)

نشاط القراءة الخاص بي في رمضان عادةً ما يكون ضعيفًا. قرأت حوالي ثلاثة كتب واستمعت إلى تمثيلية إذاعية مقتبسة عن كتاب. إليكم كتب الشهر:

1. كتاب اللاطمأنينة، فيرناندو بيسوا



قررت منذ رحلتي إلى البرتغال الصيف الماضي أن أقرأ لبيسوا في أقرب وقت ممكن. هذا هو الأديب المفضل لدى البرتغاليين، والآن أرى سبب حبهم له. هناك مقولة طريفة تقول إن أعظم أربعة شعراء في تاريخ البرتغال المعاصر هم فيرناندو بيسوا؛ ذلك لأنه كان يكتب بأربع شخصيات مختلفة الأمزجة والصفاتـ، فكأنه أربعة شعراء في الوقت نفسه.

وجدت هذا الكتاب بنسخته الإنجليزية في مكتبة الجامعة حيث أعمل، واستعرته على الفور. بحثت عن الترجمة العربية على الإنترنت فوجدت نسخة من إصدار المركز القومي للترجمة ولم تعجبني على الإطلاق؛ فقررت أن أترجم بعض الفقرات التي أعجبتني واقتبستها لكم على تمبلر we-shall-find-peace.tumblr.com

الكتاب عبارة عن مجموعة خواطر لشخصية بيسوا الغريبة. يذكرني قليلًا ببطل رواية دوستويفسكي (مذكرات قبو). كلاهما مختلف منعزل، ولكن بيسوا أكثر لطفًا وأقل حدة وسخطًا على العالم. أحببته.

2. نقطة النور، لبهاء طاهر



كتب بهاء طاهر واحدا من أقرب الكتب إلى قلبي: “لم أعرف أن الطواويس تطير” فتحمست كثيرًا لقراءة نقطة النور لكثرة ما سمعت عنها من إشادة. الرواية جيدة لكن ليست عظيمة بشكل استثنائي. أحببت الأبطال بتخبطهم وخطاياهم، وأظن أنه يمكن تحويلها إلى فيلم جيد. 

3. عشرة أدباء يتحدثون، لفؤاد دوارة




هذا الكتاب فاجأني لجمال ما فيه من حوارات مع كبار كتاب مصر. أحب دائمًا الاستماع لصوت الأديب خارج نطاق أدبه، لذلك أميل إلى أدب الرسائل والسيرة الذاتية، وحديثًا أثار فؤاد دوارة اهتمامي بالأدب الصحافي أو أدب المحاورات، إن صح التعبير.
لم أنته من الكتاب بعد.

4. ثمثيلية إذاعية: قالت ضحى، لبهاء طاهر


هذه التمثيلية مقتبسة من رواية لبهاء طاهر بنفس الاسم. استمعت إليها أثناء واحدة من رحلاتي الطويلة بالباص وأعجبني الآداء الصوتي كثيرًا. مدة التسجيل ساعتان ونصف تقريبًا.