الأحد، 12 أبريل 2020

أرز باللبن لشخصين: مراجعة


الكتاب: أرز باللبن لشخصين
اللغة: العربية
الكاتبة: رحاب بسام
الصيغة: كتاب إلكتروني. تمت القراءة على كيندل
التقييم: 2/5

مرحبًا. قرأت هذا الكتاب بناء على اقتراح أحد المتابعين، بعدما أعلنت نيتي لتخصيص شهر إبريل لاستكشاف كتاب مصريين معاصرين لم أقرأ لهم من قبل. شدّني اسم الكتاب، وبعد قليل عرفت بأنه واحد من إصدارات دار الشروق للمدونات المتميزة. إذا فهو سلسلة تدوينات خفيفة لطيفة. بدا ذلك لي مثيرًا للاهتمام؛ فطالما كان لدي فضول بفضاء التدوين الإلكتروني المصري، قبل وبعد الثورة (صدر الكتاب في 2008). 

عن الكاتبة

رحاب بسّام هي مدونة وكاتبة شابة، خريجة كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية. باستثناء كتابها المذكور هنا، يبدو أن نشاطها الأدبي يتركز على ترجمة كتب الأطفال، وهو مجهود أقدره كثيرًا. أعتقد أن حان الوقت للاهتمام بأدب الأطفال في مصر، وسواء كانت المجهودات موجهة نحو التأليف أو الترجمة؛ فنحن بحاجة لكليهما.

بعد جولة سريعة في مدونتها، حواديت، يمكنك أن ترى أسلوب رحاب: دافئ، قريب من القلب، بهيج. هي نوع الكتابات التي تحب أن تقرأها في ليلة ممطرة بينما تجلس في سريرك محاطًا ببطانية دافئة، ممسكًا مشروبك الساخن المفضل. 

للأسف، يبدو أنها لم تعد نشطة على المدونة منذ 2015، مما أحبطني قليلًا. 

محتوى الكتاب

الكتاب هو مجموعة من التدوينات المميزة من مدونة رحاب، جمعتها دار الشروق مشكورةً في كتاب واحد. تكتب رحاب عن كل شيء ولا شيء تحديدًا: عن قطها، طفولتها، عن الحب والفراق وما بينهما، عن وصفتها السرية لعمل "أرز باللبن لشخصين"، عن قراءاتها، وعن المجتمع المصري؛ بكل ما يحمل من تناقضات.

بعض التدوينات أضحكتني، والبعض الآخر أعاد إلي غصة في حلقي. اللغة سلسة وسليمة في نفس الوقت، لكن لا أعرف لماذا كنت أشعر دائمًا بأن هناك شيء ناقص، كصور أدبية أكثر أناقة أو أسلوب حكي أكثر تشويقًا. لكن لعل المشكلة فيّ أنا وكان ينبغي عليّ خفض سقف توقعاتي؛ فهي مجرد تدوينات في نهاية المطاف. (لا تتوقع أن يضيف لك الكتاب معلومة جديدة، ولا أن يفتح البوابات لفيض من المشاعر أيضًا). الكتاب بشكل عام لا بأس به، وربما سبب تقييمي المنخفض له هو أنني على الأرجح لن أتذكره بعد شهر أو اثنين.

اقتباسات

"لأنها تخاف المرتفعات، لم تثق أبداً في قمة السعادة، ولا قمة التعاسة.
تجلس دائماً على المرجيحة المعلقة بين القمتين.
فكل سعادة تحمل نذر تعاستها، وكل تعاسة تحمل بشائر سعادتها.
في السعادة، تتذكر الغائبين، وتتساءل عن دوام تلك السعادة.
في التعاسة، يخرج لها القط مبتسماً فجأة من وراء الستائر، أو تأتي قهوتها مضبوطة.
مِن على المرجيحة وصلت إلى الحكمة: كل شيء نسبيّ، والحياة مراحل."
"أن تنسى هو أن تُسأل عن "الأخبار" فلا يؤلمك شيء وأنت تقول "تمام..  كله تمام"، وتنتقل بالحوار لأشياء أخرى ملموسة أكثر، لتتكلم عنها بصدق واستغراق وبدون أي تظاهر بالاهتمام.
أن تنسى هو أن تكتشف الصمت، بعد صخب كل تلك الأفكار وكل ذلك الكلام الذي تتمنى أن تقوله. أن تختزن الحكايات، وعندما يحين وقت قصها تشعر بأنك فقدت الرغبة في الكلام، وتقتنع بأن الآن ليس الوقت المناسب."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق