الجمعة، 18 ديسمبر 2020
اللص والكلاب: مراجعة
الأحد، 13 ديسمبر 2020
أضواء خضراء: مراجعة
مرحبًا. منذ شهر تقريبًا سمعت عن السيرة الذاتية لماثيو ماكونهي، بعنوان "أضواء خضراء". من يعرفني يعرف جيدًا أنني لست من هواة الأفلام، وبالأخص أفلام هوليوود (ربما شاهدت 5 أفلام فقط هذا العام؟ لا أتذكر حتى). لذلك، صدقوني عندما أقول أنني لست من جيش المعجبات الخاص بماكونهي، برغم أنني أتذكر آداؤه الظريف للغاية في How to Lose a Guy in 10 Days.
الآن نعرف أنني لست من معجبات ماثيو ولا أكترث لأمر هوليوود. لماذا قرأت أضواء خضراء إذن؟ لأنني مررت بفترة لطيفة من القراءات الصوتية العشوائية؛ فكنت أستمع إلى أي كتاب فور قراءتي لمراجعة جيدة له. وعلي أن أعترف أن هذا الكتاب تحديدًا كان شديد الإتقان من ناحية الآداء الصوتي، فلم يسعني إلا إنهاء السبع ساعات في يومين فقط.
الكتاب هو سيرة ذاتية لماثيو، الذي نشأ في أسرة ذات طابع خاص. تطلق أبواه مرتين وتزوجا ثلاث مرات - من بعضهما البعض. كان ماثيو طفلًا مشاغبًا ومراهقًا جامحًا. لكن لعل المتاعب التي أدخل نفسه فيها في طفولته وصباه كانت ما شكل شخصيته في النهاية.
اسم الكتاب، "أضواء خضراء"، يشير إلى الفرج بعد الضيق، والصعود الذي -دائمًا- يتبع التعثر، والانتصار الذي يتبع الهزيمة. كل منا لديه "ضوء أحمر" في حياته؛ حدثٌ ما تسبب في عرقلة سيره نحو الحياة التي يرجوها ويرسمها لنفسه. لأننا بشر، وليس في مقدرتنا التحكم في الأحداث التي يفرضها علينا الأشخاص الآخرون أو حتى الطبيعة نفسها. لكن الأمر في يدينا بأن نترقب دائمًا الضوء الأخضر، المنحة في كل محنة.
لم يحلم ماثيو بشيء أكثر من أن يكون أبًا. نرى خلال الكتاب كيف تبدلت حياته بفضل الأبوة، وكيف ضحى بأدوار هائلة في هوليوود ليكون أكثر ترابطًا مع العائلة.
ربما كان مأخذي الوحيد على الكتاب هو النغمة المتكبرة أحيانًا التي يستشفها المرء من وراء كلمات ماثيو. أو ربما هذه هي مشكلتي الشخصية مع كل من يمتلكون "كاريزما" عالية؛ فهم عادةً يظهرون لي كنرجسيين بشكلٍ ما أو بآخر. إن تفاخره بالمرات التي هرب فيها من الملاحقة القانونية يثير خنقي أحيانًا، فأتنهد وأفكر في ذهني: "حسنًا، تريد أن تقول أنك bad boy للغاية، فهمنا الآمر، شكرًا". نفس هذا الإحساس قد راودني عند قراءة Surely You're Joking, Mr. Feynman، للفيزيائي المعروف ريتشارد فاينمان.
اقتباسات:
"كل دمار في النهاية يتبعه عمار، وكل موت يتبعه ميلاد، وكل ألم يتبعه لذة، في هذه الحياة أو في الحياة القادمة، كل سقوط يتبعه صعود. ما يهم هو كيف نرى التحديات أمامنا وكيف نتعامل معها".
"جميعنا لدينا جروح، ولا مفر من أن نكتسب المزيد منها. فبدلًا من الصراع ضد الزمن وتضييعه، لنرقص مع الزمن ونستغله. لأن المرء لا يعيش عندما يحاول تجنُب الموت، إنما يعيش عندما يشغل وقته بالحياة".
السبت، 21 نوفمبر 2020
الليالي البيضاء: مراجعة
في هذه الرواية لا شيء يحدث على الإطلاق، فهي مثلها مثل أغلب أعمال دوستويفسكي، يغلب عليها المذهب الوجودي الذي يحاول فهم دوافع الإنسان ومشاعره. وبطلنا هنا هو، كأغلب أبطال دوستويفسكي أيضًا، شخص حالم غريب الأطوار، وحيد، يصبح غارقًا في الأحلام الوردية، ويمسي متنزهًا في الطرقات ليرى الناس عن بعد ويتخيل صداقتهم. هل يذكركم هذا بشيء؟ أجل؛ هو بالفعل يشبه بطل قصة "مذكرات قبو".
في أحد نزهاته الليلية، يلتقي صاحبنا بفتاة بسيطة يراها أول الأمر وهي تبكي، ثم ينقذها من رجل يحاول التحرش بها. فتصبح هذه الفتاة أول صديق له في سنواته الست وعشرين. ولكن هل تتطور الصداقة لأمور أخرى؟ وما هو سبب بكاء الفتاة؟
في الرواية نرى براعة دوستويفسكي في اختيار طريقة تعبير مختلفة للبطلين، فبطلنا حريص، يختار ألفاظه بعناية ويتكلم كأنه يقرأ من كتاب، في حين أن البطلة عفوية تلقائية، تخرج الكلمات من فمها بلا حرص ولا تنمق زائف. ولعل ذلك يصف بالفعل نفسية الرجل والمرأة في بداية أي علاقة، فهو يعمل جاهدًا على إثارة إعجابها، في حين أنها هي تكون على طبيعتها في معظم الوقت.
اقتباسات
تحمل "الليالي البيضاء" في أول صفحاتها أحد الجمل الافتتاحية الأقرب لقلبي على الإطلاق:
"كانت الليلة جميلة، جميلة جمالًا لا نراه إلا حين نكون في ريعان الشباب أيها القراء الأحبة! السماء تتلألأ فيها النجوم، وهي تبلغ من الصفاء أن المرء يتساءل بالرغم منه حين ينظر إليها: هل يمكن تحت مثل هذه السماء أن يعيش أناس يملأ قلوبهم البغض وتعبث بنفوسهم النزوات؟"
"لماذا لا نكون جميعًا كأخوة مع أخوة؟ لماذا يحتفظ دائمًا أفضلنا بسر في نفسه؟ لماذا هو يلزم الصمت؟ لماذا لا يقول أحدنا فورًا كل ما في قلبه حين يكون واثقًا أن الآخر سيفهمه؟ إن جميع الناس يبدون أقسى كثيرًا مما هم قساة في الواقع، ويتخيلون أنهم يخفضون قيمة عاطفتهم إذا هم عبروا عنها بسرعة مسرفة."
الأغنية المرافقة
الأربعاء، 28 أكتوبر 2020
سيدة الزمالك: مراجعة
الكاتب: أشرف العشماوي
لغة القراءة: العربية
الصيغة: كيندل
التقييم: 4/5
مرحبًا مرة أخرى. بعد عدة شهور من التردد والقراءة البطيئة، انتهيت أخيرًا من "سيدة الزمالك" لأشرف العشماوي. كدت أترك الكتاب أكثر من مرة، لكنني سعيدة لأنني قررت استكماله، فالرواية فاقت توقعاتي لحسن الحظ.
يسرد لنا العشماوي قصة "عباس المحلاوي"، الذي جاء من أحد قرى الدلتا لكسب الرزق في الإسكندرية. يتعرف هناك على مجموعة تخطط للاستيلاء على فيلا الخواجة "شيكوريل" في الزمالك، ومن هنا تبدأ رحلة صعود عباس عبر الاحتيال أحيانًا والتملق والمداهنة أحيانًا أخرى.
بعد أن يستقر عباس في الزمالك، يجلب أخته زينب من قريتهم لتعمل معه. وهنا تبدأ موازين القوى في الاختلال، فبعد أن كان عباس هو الآمر الناهي فيما يتعلق بمصالحه، تبدأ زينب تدريجيًا في فرض سيطرتها على أعمال وأملاك أخيها.
نتابع من خلال الرواية أيضًا تطور المجتمع المصري من العشرينات وصولًا إلى ثورة يوليو، وهي تطورات هائلة! على الصعيد السياسي والاجتماعي على حد سواء. كثيرًا ما وددت أن أتعرف على مصر في هذه الفترة بشكلٍ أعمق، خاصة من الجانب الاجتماعي، وأعتقد أن هذا الكتاب كان موفقًا جدًا من هذه الناحية.
لعل العيب الوحيد للكتاب هو بطء سير الأحداث في النصف الأول تحديدًا، وهذا بالضبط ما جعلني أتردد في تكملته. مع ذلك، أحببت كثيرًا وجود راوٍ مختلف لكل فصل، فكان من الممتع رؤية الأحداث من وجهة نظر أبطال القصة.
إذن فمن هي سيدة الزمالك؟ من الأفضل أن تقرأ لتعرف! ففي رأيي، لم تكن الشخصية الرئيسية هي عباس، ولا زينب، بل هي شخصية أخرى دفع بها القدر نحوهما.
اقتباسات
«مكبل بطموحاتي كتمثال وسط ميدان خالٍ من المارة، تنقر الشمس رأسه كل صباح».
«كلانا تعذّب بقدر ما أراد مسارًا لحياته، كلانا بحث عمّا ظن أنه ينقصه فلم يجد سوى ما يُشقيه».
«فليذهب كل منّا في اتجاهه، أنا نحوكِ وأنتِ نحوي».
«لم أفقد عقلي بعد، وإن كنت أرقد باستهتار غير عابئ على حافة الجنون».
«احنا عايشين في جمهورية القصر العيني العربية، كل شوية يجيلك واحد لابس بالطو أبيض ويقولك أنا الدكتور، أنا عارف مرضك كويس وأنا حاعالجك بطريقتي، ويجرب فيك وتاخد أدوية غلط وتمرض أكتر ويزيد وجعك لغاية ما تموت، وغيرك يشكره ويصقف له، وبعدين ييجي الدور عليهم ويطلع غيرهم وهكذا، وحوالين كل دكتور جيش كبير من تمرجية وصبيان وبياعين عطارة ودجالين وسحرة بتعابين، وشوية موظفين بختم النسر لزوم إن الصورة تكمل وتحس إنك في مستشفى بحق وحقيقي وبرضه بنموت! عارف كل ده بيحصل ليه يا طارق؟ لأنه مش دكتور ولا بيفهم في الطب!!».
«هناك أفعال تأتي في غير موعدها مثل قُبلة اعتذار على جبين ميت».
الأحد، 25 أكتوبر 2020
الحب وقصص أخرى: مراجعة
الأحد، 11 أكتوبر 2020
وكل صباح يصبح طريق العودة إلى المنزل أطول فأطول
مرحبًا. انتهيت للتو من قراءة And Every Morning the Way Home Gets Longer and Longer، رواية قصيرة لفريدريك باكمان، الكاتب السويدي المعروف صاحب الرواية الأكثر مبيعًا: رجل يدعى أوف.
لباكمان طريقة مذهلة في رسم مشاعر كبار السن. لا أعرف حقًا كيف يفعلها وهو في الثلاثينات من العمر. كما أبدع في تصوير مراحل العزاء والحزن في "رجل يدعى أوف"، يبدع هنا أيضًا في سرد علاقة جد وحفيد وابن، وكيف تتداخل ثلاثة أجيال عندما يصاب الجد بالزهايمر.
ليس لدي ما يقال غير إن هذا الكتاب كان رائعًا. لا مراجعة هذه المرة، فقط اقتباسات، أحاول ترجمتها لكم هنا:
"لطالما عرفت من أنا معكِ. لطالما كنتِ أنت طريقي المختصر."
"لقد عشنا سويًا حياةً عادية بشكل مذهل."
"حياةً مذهلة بشكل عادي".
"أنا غاضبة لأنك تعتقد أن كل شيء هو محض صدفة ولكن هناك مليارات من البشر على هذا الكوكب ومع ذلك قد وجدتك أنت، فلو قلت لي أنه كان من الممكن أن أجد شخصًا آخر، إذن فأنا لا أطيق علم الرياضيات اللعين هذا!"
كانت يداها مقبوضتين. وقف ينظر إليها لعدة دقائق، ثم قال إنه يحبها. كانت تلك أول مرة. لم يتوقفا عن الشجار قط، ولم يناما قط مفترقين. قضى هو حياته كلها يحسب الاحتمالات، وكانت هي أكثر شخص من غير المحتمل أن يلقاه، وقد قلبت عالمه رأسًا على عقب."
الجمعة، 18 سبتمبر 2020
ماذا يقول غاندي؟ مراجعة
الأحد، 30 أغسطس 2020
قصة موت معلن: مراجعة
"ساعة القدر يعمى البصر"، قالتها صديقتي عندما أبديت لها إعجابي بقول ماركيز في الرواية:
"القدر يجعلنا غير مرئيين".
قصة موت معلن هي رواية قصيرة لماركيز، نتبع فيها وقائع جريمة قتل حقيقية حدثت في الريف الكولومبي في خمسينات القرن الماضي. من كان يعرف أن جرائم الشرف يمكن أن تحدث في الجزء المقابل من العالم أيضًا؟ ولكن هذه المرة، الضحية هو الرجل، محور قصتنا: سانتياجو نصّار.
سانتياجو نصّار هو ابن لمهاجرين لبنانيين قدموا إلى أمريكا اللاتينية، واستقروا هناك. ذات يوم، في الصباح التالي لحفل زفاف أحد بنات القرية "أنخيلا فيكاريو" على أحد الأثرياء، يشيع في القرية خبر مضمونه إن شقيقا "أنخيلا" يخططان لقتل سانتياجو، لأنها وجدت ليلة زفافها غير عذراء، و"سانتياجو نصار" هو المتهم. سرعان ما تعرف القرية كلها نيّة الشقيقان، ما عدا سانتياجو نفسه.
"الشرف هو الحب، هكذا كنت أسمع أمي تقول".
تُروى الأحداث على لسان راوٍ مجهول، لعله الصديق الشخصي لجابرييل جارسيا ماركيز، الذي عاصر الأحداث وقت حدوثها. يروي لنا الأحداث بطريقة سرد تشبه استجواب الشهود: فالراوي المجهول يحاور أهل القرية الشهود على الجريمة؛ وهنا يمكنك أن ترى اختلاف روايات الشهود عن هذا اليوم المشئوم. بعض الشهود ذكروا أن اليوم كان مشمسًا، وآخرون ذكروا أنه كان ممطرًا كئيبًا. بعضهم كان يحاول التدخل لإنقاذ سانتياجو، وآخرون تركوا الأمور تجري كما خُطط لها.
ولماذا لم يُنقذ سانتياجو؟ كل لديه عُذره؛ ففي نفس يوم مقتله كان موكب المطران يمر في شوارع المدينة، والكل يسعى لينال بركته.
لعل عبقرية ماركيز تتجلى هنا في أنه خلق رواية بوليسية الأجواء، شديدة التشويق، من حدث تم وانتهى وعٌرفت نهايته فعلًا، أي أن النهاية محروقة من قبل أن نفتح الكتاب أصلًا. نبدأ الرواية بيوم مقتل سانتياجو نصار، ونحن نعرف كيف سينتهي اليوم، ولكن مع ذلك لا تستطيع أن تمنع رغبتك في أن ينجو سانتياجو من الشقيقين، لآخر لحظة.
أنصح بالكتاب بشدة لمن يبحث عن مدخل مبسط إلى عالم ماركيز السحري.. وترجمة صالح علماني تزيده جمالًا، كما اعتدنا.
الأحد، 2 أغسطس 2020
قنديل أم هاشم: مراجعة
عن الكاتب
الكتاب
نقد
اقتباسات
السبت، 25 يوليو 2020
الجورنيكا
![]() |
"إياك أن تظن أن الحرب، مهما كانت ضرورية أو مبررة، ليست جريمة". - إرنست هيمنجواي