الأحد، 13 ديسمبر 2020

أضواء خضراء: مراجعة

الكتاب: Greenlights
الكاتب: ماثيو ماكونهي
صيغة القراءة: كتاب صوتي
اللغة: الإنجليزية
التقييم: 3/5

مرحبًا. منذ شهر تقريبًا سمعت عن السيرة الذاتية لماثيو ماكونهي، بعنوان "أضواء خضراء". من يعرفني يعرف جيدًا أنني لست من هواة الأفلام، وبالأخص أفلام هوليوود (ربما شاهدت 5 أفلام فقط هذا العام؟ لا أتذكر حتى). لذلك، صدقوني عندما أقول أنني لست من جيش المعجبات الخاص بماكونهي، برغم أنني أتذكر آداؤه الظريف للغاية في How to Lose a Guy in 10 Days. 

الآن نعرف أنني لست من معجبات ماثيو ولا أكترث لأمر هوليوود. لماذا قرأت أضواء خضراء إذن؟ لأنني مررت بفترة لطيفة من القراءات الصوتية العشوائية؛ فكنت أستمع إلى أي كتاب فور قراءتي لمراجعة جيدة له. وعلي أن أعترف أن هذا الكتاب تحديدًا كان شديد الإتقان من ناحية الآداء الصوتي، فلم يسعني إلا إنهاء السبع ساعات في يومين فقط.

الكتاب هو سيرة ذاتية لماثيو، الذي نشأ في أسرة ذات طابع خاص. تطلق أبواه مرتين وتزوجا ثلاث مرات - من بعضهما البعض. كان ماثيو طفلًا مشاغبًا ومراهقًا جامحًا. لكن لعل المتاعب التي أدخل نفسه فيها في طفولته وصباه كانت ما شكل شخصيته في النهاية.

اسم الكتاب، "أضواء خضراء"، يشير إلى الفرج بعد الضيق، والصعود الذي -دائمًا- يتبع التعثر، والانتصار الذي يتبع الهزيمة. كل منا لديه "ضوء أحمر" في حياته؛ حدثٌ ما تسبب في عرقلة سيره نحو الحياة التي يرجوها ويرسمها لنفسه. لأننا بشر، وليس في مقدرتنا التحكم في الأحداث التي يفرضها علينا الأشخاص الآخرون أو حتى الطبيعة نفسها. لكن الأمر في يدينا بأن نترقب دائمًا الضوء الأخضر، المنحة في كل محنة.


لم يحلم ماثيو بشيء أكثر من أن يكون أبًا. نرى خلال الكتاب كيف تبدلت حياته بفضل الأبوة، وكيف ضحى بأدوار هائلة في هوليوود ليكون أكثر ترابطًا مع العائلة.

ربما كان مأخذي الوحيد على الكتاب هو النغمة المتكبرة أحيانًا التي يستشفها المرء من وراء كلمات ماثيو. أو ربما هذه هي مشكلتي الشخصية مع كل من يمتلكون "كاريزما" عالية؛ فهم عادةً يظهرون لي كنرجسيين بشكلٍ ما أو بآخر. إن تفاخره بالمرات التي هرب فيها من الملاحقة القانونية يثير خنقي أحيانًا، فأتنهد وأفكر في ذهني: "حسنًا، تريد أن تقول أنك bad boy للغاية، فهمنا الآمر، شكرًا". نفس هذا الإحساس قد راودني عند قراءة Surely You're Joking, Mr. Feynman، للفيزيائي المعروف ريتشارد فاينمان.

اقتباسات:

"كل دمار في النهاية يتبعه عمار، وكل موت يتبعه ميلاد، وكل ألم يتبعه لذة، في هذه الحياة أو في الحياة القادمة، كل سقوط يتبعه صعود. ما يهم هو كيف نرى التحديات أمامنا وكيف نتعامل معها".

"جميعنا لدينا جروح، ولا مفر من أن نكتسب المزيد منها. فبدلًا من الصراع ضد الزمن وتضييعه، لنرقص مع الزمن ونستغله. لأن المرء لا يعيش عندما يحاول تجنُب الموت، إنما يعيش عندما يشغل وقته بالحياة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق