الأحد، 25 أكتوبر 2020

الحب وقصص أخرى: مراجعة

 


الكتاب: Love and Other Stories
الكاتب: أنطون تشيخوف
لغة القراءة: الإنجليزية، مترجم من الروسية
صيغة القراءة: كيندل
التقييم: 5/5


مرحبًا. من على ارتفاع حوالي عشرة كيلومترات، وعلى متن طيارة تعبر المتوسط، انتهيت أخيرًا من مجموعة القصص القصيرة لتشيخوف، المقدمة من مشروع جوتنبرج، وكالعادة يتركني تشيخوف ببسمة على شفتاي وكثير من الأسئلة في ذهني. 

يجب علي التنويه أولًا بأن تشيخوف هو كاتبي المفضل (على الإطلاق)، لذلك سيشوب هذه المراجعة بعض التحيز! تعرفت على تشيخوف لأول مرة منذ 6 سنوات تقريبًا، ومنذ ذلك الوقت لم أتوقف عن قراءة أعماله. ولكن، مما يعيب المكتبة العربية هو عدم وجود ترجمة لكل أعماله! ربما كانت أشهر الإصدارات هي مجموعة الأعمال المختارة من إصدار دار الشروق وترجمة الراحل الدكتور أبو بكر يوسف، لكن مع ذلك ينقصنا الكثير من الأعمال الشهيرة.

في الفترة الأخيرة، بدأ الاهتمام بترجمة الأعمال الأخرى، وكنتُ في العام الماضي قد أشدت بترجمة قصة "نصر لا لزوم له" للمترجمة هبة حمدان، تجدون التدوينة هنا.

ومن الأخبار السارة أيضًا صدور قصص جديدة تترجم لأول مرة من قبل مترجم شاب، تصدر قريبا من دار خطوط للنشر.

لنعد إلى الكتاب: لعل أكثر ما يميز هذه المجموعة القصصية هو تنوعها في الطول وفي الموضوع والمزاج، فبعضها ساخر مرح (كأغلب أعمال تشيخوف)، والبعض الآخر حزين نوعًا ما، لكنها لا تخلو من معنى. ليس تشيخوف بالكاتب الذي يثير مشاعرك لمجرد استعراض أدواته التعبيرية، بل هو ينقل لك عبرة، أو على الأقل يحاول. 


كانت قصة "Lights" من أجمل القصص الواردة في الكتاب، تناقش بعض الأفكار العدمية التي يتبناها بعض الشباب بدون وعي حقيقي. هنا اقتباسات منها:

"عندما يجد الرجل نفسه في مزاج كئيب، وهو بينما ذلك أمام البحر أو أي مشهد يبدو له عظيمًا، فإننا نجده دومًا وبسبب ما، يقتنع بأنه سوف يعيش ويموت في غموض، فإذا به، بدون وعي، يأخذ قلمًا رصاصيًا ويكتب اسمه على أول شيء يجده أمامه".

"إن سيطرة المنطق على العاطفة قد أصبحت ظاهرة غامرة في أوساطنا، إن الأحاسيس المباشرة، الإلهام، كل شيء أصبحنا نضيق عليه الخناق بالتحليل ضيق الأفق. وحيثما توجد العقلانية، لا بد أن يوجد البرود، والأشخاص الباردون - كما نعرف جميعًا - لا يعرفون شيئًا عن العفة. إن فضيلة العفة يعرفها فقط أولئك الدافئون، الرقيقون، القادرون على الحب."

"والآن عبر معاناتي، أدركت أنني ليس لدي لا قناعات ولا معيار أخلاقي ثابت، ولا عاطفة ولا منطق؛ وأدركت أن ثروتي المعرفية والأخلاقية كلها تكونت من معرفة بعض الخبراء، واقتباسات، وذكريات عديمة النفع، وأفكار لأناس آخرين، ولا شيء غير ذلك."

ونرى سخرية تشيخوف من النظام الذكوري للمجتمع الروسي في ذلك الوقت في قصة A Pink Stocking، فالزوجة بسيطة التعليم تواجه زوجها دائم السخرية من جهلها:

"أنت غاضب لأنني لستُ متعلمة، وفي نفس الوقت أنت تكره النساء المتعلمات! أنت منزعج لأنني لا أجد أفكارًا أكتبها في رسائلي، ومع ذلك أنت تعترض على تعليمي!"

وغيرها الكثير. في النهاية، أتمنى حقًا أن تصدر ترجمة كاملة لكل أعمال تشيخوف بالعربية، ولعلنا الآن محظوظون بحركة الترجمة المبشرة التي يقوم بها مترجمون شبان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق