الاثنين، 11 أكتوبر 2021
تدوينات صغيرة #٩
السبت، 9 أكتوبر 2021
تدوينات صغيرة #8
- صوت محمد فوزي مبهر رغم بساطته، أو ربما بسببها. ثمة دفء مألوف أشعر به في كل مرة أستمع إلى ألحانه الخالدة. محمد فوزي هو المحب المخلص، لا يكترث لاعتبارت الإيجو والتُقل والتمهل. "ليّ عشم وياك يا جميل إن بُحت بالسر تصونه".
- لي صديقة أستطيع أن أقول لها بكل جدية "أنا أحبك"، دون الشعور بالحرج، دون انتظار "وأنا أيضًا" في المقابل، ودون أن أضطر إلى التعبير عن هذا الحب عبر المزاح (عادة سيئة أحاول التخلص منها).
- هناك أغنية لفرقة The Script اسمها This = Love، يحاولون فيها تحدي الصورة النمطية للحب المكون من رجل وامرأة، فيذكروننا أن الحب هو أيضًا في علاقة الأم بأطفالها والأب ببيته والجندي بوطنه. ذكرتني الأغنية بحوار دار بيني وبين زميل لي في استراحة قهوة، كان قد يأس من رحلته الأكاديمية فسألني يومًا: لماذا نفعل ما نفعله هذا، وما الجدوى حقًا؟ فقلت دون تفكير: من أجل الحب، بالطبع. نحتمل كل هذا من أجل الحب. فاقتنع وذهب لاستكمال عمله في مختبره.
الخميس، 7 أكتوبر 2021
تدوينات صغيرة #7
- تايلر نوت جريجسون
الثلاثاء، 5 أكتوبر 2021
تدوينات صغيرة #6
الأحد، 3 أكتوبر 2021
السبت، 2 أكتوبر 2021
تدوينات صغيرة #4
بدأت رحلة البحث عن شقة. الناس هنا متحفظون قليلًا ومهذبون، كطبع الألمان عامة، لكنهم شديدي الطيبة والشهامة. تعلمت اليوم أن فكرة المجاملات لا توجد في العقلية الألمانية. لا يوجد لديهم ما نقول عليه "عزومة مراكبية"، لذا فإن عرض أحدهم مساعدة أو خدمة، فهو يعنيها حقًا. حتى عبارة "سررت بمعرفتك" التي نقولها عفويًا فور مقابلة أحدهم، لا يوجد لها مكافئ في اللغة؛ فهم يقولون "سررت بمعرفتك" عندما يعنون قولها لشخص مميز حقًا. تروق لي فكرة أن يقول الشخص ما يعنيه ويعني ما يقوله.
تعجبني المدينة، ويعجبني الطقس، رغم أنها تثلج في الشتاء كثيرًا وأنا أحب الشمس. لا بأس، سنجد حلًا.
في بالي أغنية فرج سليمان: "شويّ بتوجع برلين، حلوة ومليانة ناس.. بس بشتاق لأم صبري وبشتاقلك إنتي بالأساس". لكن الحياة تستمر.
الجمعة، 1 أكتوبر 2021
تدوينات صغيرة #3
الأربعاء، 29 سبتمبر 2021
تدوينات صغيرة #2
- الليلة هي ليلتي الأخيرة في فرنسا (كمقيمة). مشاعر متضاربة، ما بين الحزن على فراق كل ما بنيته خلال العامين الماضيين، الخوف من المستقبل، والحماسة لبدء موسم جديد، صفحة جديدة، في مكانٍ (يشاع عنه أنه) أفضل. يتزامن انتقالي مع بداية فصل الخريف؛ فصل التغيرات الكبيرة، للأفضل أو للأسوأ. لنرى.
- لا شيء في العالم أكثر جاذبية من شخص يجعلك تضحك أثناء شجارك معه - حكمة ألفتها للتو.
الثلاثاء، 28 سبتمبر 2021
تحدي مائة يوم من التدوينات الصغيرة #1
يقول هاروكي موراكامي إن قراراته عفوية سريعة، فهو لم يخطط لأن يصبح كاتبًا، بل قرر يومًا أن يشتري مجموعة أوراق وأقلام للكتابة وشرع في كتابة أول قصصه القصيرة، ولم يتوقف منذ حينها. مثل موراكامي، أحيانًا أتخذ قرارات سريعة، فقط لأنني أشعر في تلك اللحظة برغبة عارمة في تنفيذ هذا الشيء أو ذاك. والتدوينات القصيرة (بنظام الخواطر أو اليوميات) واحدة منها.
أفكر الآن في عملي، في المخططات والتجارب وكتابة الأوراق البحثية التي لا تنتهي. من المحزن أنني أفكر دائمًا بالعمل، حتى بينما أستمتع بشهر من الإجازة. يدور في رأسي أنني ربما اخترت أسوأ مجال عمل على الإطلاق؛ فالأكاديميا غير مجدية ماديًا، شاقة نفسيًا، ومحطمة للمعنويات أحيانًا. قرأت يومًا إن المجال الأكاديمي هو المجال العملي الأكثر ضررًا بالصحة النفسية على الإطلاق..
لكن العمل في الأكاديميا، شأنه شأن كل الأفعال الغبية التي يرتكبها البشر بأنفسهم، فهم يرتكبونه باسم الحب. والحب هو العذر الأقوى على الإطلاق، كما نعرف جميعًا.
الأحد، 13 يونيو 2021
إعادة اكتشاف الضحك
عينان بنيتان تحملان طيبة العالم
أعلق عينيّ بهما تعلق الغريق بقشة.
وابتسامة تدفئ برد ليال الشمال.
نضحك معًا،
في الشارع المعتم،
في الساعة المتأخرة،
فيخيل لي أننا وحدنا على هذه الأرض.
أو أننا أول من عرف الضحك.
أريد أن أسألك: كيف تظن كان شعور آدم وحواء،
حين اكتشفا الضحك لأول مرة؟
ثم أتراجع.
أحاول، بكل طاقتي، أن أحمل قلبك برفق.
الحياة تبدو سهلة.
لا، انتظر، ليست سهلة أبدًا. أنت تعرف ذلك جيدًا.
كلانا نعرفه.
لكن ما أعنيه هو، إنها سهلة.. معك.
وعندما نفترق،
ستعود صعبة مرة أخرى.
الجمعة، 16 أبريل 2021
والجنة فرط حنان
هناك لحظة في حياة كل منا تقسم عندها حكايته إلى نصفين، "ما قبل" و "ما بعد" الحادث. في كثير من الأحيان، تكون تلك اللحظة مصحوبة بفقدان المرء لبرائته، وإدراكه أنه أصغر، وأضعف، بكثير مما اعتقد. الحادث هو ما يجعله يكفر بقول مكسيم جوركي بأن "الناس جهلة وليسوا أشرارًا"، ليدرك أن الشر موجود بالفعل، وتلك سنة الله في الأرض.
بالنسبة إلي، كانت تلك اللحظة عندما رأيت القسوة مجسدة في عينين بشريتين. في الإنجليزية تعبير يقول looked the devil in the eye، وهو كناية عن الشجاعة أمام موقف صعب. لكنني أحب أن أستخدمه كناية عن لحظة فقدان البراءة، وهي لحظة أبعد ما تكون عن الشجاعة.
قبل غروب الشمس فوق أحد تلال جنوب فرنسا |
يقول فؤاد حداد، في سطرين من أجمل ما كتب:
"الجحيم يساوي قسوة بني آدم،
والجنة فرط حنان".
ولا أظن أن هناك من عبر عن الصراع بين الخير والشر في إيجاز أكثر رقة.
أما عن الشجاعة الحقيقية، فهي أن تقرر أن تؤمن بالسطر الثاني، رغم أن قلبك ما زال ينزف كلما تذكرت السطر الأول.
الجمعة، 5 فبراير 2021
وفي عمق الشتاء البارد.. صيف لا يقهر
مضى زمن طويل منذ آخر مرة استشعرت فيها دفء البشر تجاه من لا يعرفونهم. ربما وقت طويل أكثر من اللازم.
لا شيء يقرب البشر بعضهم ببعض كالسفر. (وربما لذلك السبب اخترت لنفسي، دون وعي مني، حياةً على ظهر حقيبة سفر؟ أكان ذلك لأنني أريد أن أقترب من البشر؟ هأنذا أحلل نفسيتي مرة أخرى..).
في رحلتي السابقة من شمال فرنسا إلى جنوبها، تعثرت ببعض الأشخاص في غاية اللطف، جعلوا رحلة الـ12 ساعة تمضي بسرعة كبيرة.
ابتداءًا من الرجل ضخم الهيئة الذي ساعدني في حمل حقيبتي الثقيلة عبر سلالم سكك القطار.
ثم السيدة اللطيفة التي صاحبتني في انتظار الباص. إنها تعيش بالقرب من ديزني لاند باريس، يا لحسن حظها!
ثم الشاب الذي ساعدني في حمل حقيبتي عبر إحدى حدائق باريس ليلًا بعدما رفضت مساعدته كثيرًا، فقال إنه يتفهم كون باريس مكانًا مخيفًا في المساء لفتاة بمفردها. وكان معه حق، فكنت خائفة منه بالفعل!
ثم السيدة التي كانت تحيك "الكروشيه" في مقعد خلفي في الباص، استضاء وجهها واحمر خجلًا لما قلت لها إن ما تصنعه جميل حقًا.
قد تكون الصفة المنتشرة عن الفرنسيين هي أنهم متكبرون ولا يقدمون المساعدة، لكنني على استعداد للجدال ضد هذه الفكرة.
هناك ألفة غريبة تجمع أشخاصًا لا يشتركون في شيء غير جلوسهم معًا في باص متجه إلى مدينة واحدة. مدينة جنوبية يتحدث أهلها بلكنة مضحكة في نظر باقي أهل فرنسا، ويجلسون كل يوم على ضفاف النهر وقت الغروب. مدينة تحبها الشمس كثيرًا، حتى في الشتاء. مدينة تشعرني أن مقولة ألبير كامو الشهيرة: "وفي عمق الشتاء البارد، اكتشفت أن في داخلي صيف لا يقهر"، قد كُتبت من أجلها.
في السفر، ننسى من نحن في الحقيقة. ننسى من أين أتينا ومم نخاف؛ ننسى أننا نخاف المشي في الحدائق ليلًا وأننا نستحي من طلب المساعدة ومن اختلاق حديث عابر مع الغرباء. وننسى أننا وحدنا.
"يقول مسافر في الباص: كل شيء يعجبني، حتى مسافة الثمانمائة كيلومتر!"، عذرا درويش..
الجمعة، 25 ديسمبر 2020
لماذا عليك أن تقرأ لإبراهيم أصلان
من يعرفني جيدًا يعرف حبي لأدباء الستينات المصريين، وعلى رأسهم عمنا، عم الكل، إبراهيم أصلان. ورغم أن الكثير من أبناء جيلنا الآن يجهلونه للأسف، إلا أن للرجل أفضالًا عظيمة على القصة القصيرة والرواية المصرية. من العجيب أن نر أغلب الشباب يعرفون فيلم "الكيت كات" لمحمود عبد العزيز بينما يجهلون العقل العبقري صاحب الرواية الأصلية!
محمود عبد العزيز (الشيخ حسني) في فيلم الكيت كات |
ولد أصلان في أحد قرى طنطا، لكنه عاش في القاهرة أغلب حياته، تحديدًا في امبابة والكيت كات، ومن هذه الأماكن استلهم أبرز أعماله، منها رواية "مالك الحزين" التي تحولت فيما بعد إلى فيلم "الكيت كات" الشهير.
عمل أصلان كبوسطجي قبل احترافه للكتابة، ومن المثير للاهتمام أنه قد قابل الكثير من مشاهير الأدب والكتابة في المجتمع المصري أثناء عمله كموظف بسيط في البوسطة، قبل أن يشتهر ككاتب.
عاش أصلان حياة بسيطة، حياة مصرية بامتياز. لم يكن أصلان قط ذلك الكاتب المتأنق ذو البذلة المهندمة والنظارة الشمسية السميكة والبايب الفاخر، بل كان دائمًا قريبًا من الشارع، يعيش فيه ويكتب عنه. في مؤلفاته دفء عجيب، وعندما أصفه بـ"عمنا" فذلك لأنني أشعر أمام كتاباته كأنني في حديث سمر مع عمي. فهو بسيط، دافئ، "مصري"، ولا يخلو من عمق.
يقول نجله إن أصلان أراد أن يصبح كاتبًا عندما قرأ قصة "موت موظف" لتشيخوف. أتدرون الآن لم أحب تشيخوف كثيرًا؟
وقيل عنه أيضًا: "كان بيكتب بالأستيكة مش بالقلم، من كتر ما بيمسح". في كتاباته نرى عبقرية الإيجاز (أيضًا كتشيخوف)، فكل لفظة مختارة بعناية، لا تزيد ولا تقل عن الضروري للتعبير عن المعنى.
هذا وثائقي قصير شاهدته منذ قريب عن إبراهيم أصلان، أنصح به بشدة.
أحببت أن أتحدث عن أصلان اليوم لأنني قرأت "خلوة الغلبان" مجددًا هذا الأسبوع. خلوة الغلبان هي مجموعة مقالات، هي أقرب للذكريات والسيرة، كتبها أصلان بلغة سهلة عذبة كعادته، وبشعور من الحنين إلى الماضي لا تملك تجاهه إلا أن تبتسم.. رحمة الله عليك يا طيب.
اقتباساتي المفضلة لإبراهيم أصلان:
"لا يجب أن تتحدث عن الحب بل عليك أن تتحدث بحب، فكل النصابين يجيدون أحاديث الهوى... ولا يجب أن تتحدث عن العدل بل يجب عليك أن تتحدث بعدل لأنه لا يجيد الحديث عن العدل مثل الظالمين."
"كان حريصا على أن يختلي بي لكي يخبرني بأن على الواحد أن يعيش ويراقب ما شاء، شرط أن يحرص على بقاء مسافة بينه وبين الواقع، مسافة يأمن معها أن لا ينكسر قلبه. وأنا لا أنسى هذه الوصية لأنها، شأنها شأن الوصايا التي لا تنسى، قيلت في وقتها تماما، لم يقلل من قيمتها أن القلب انكسر فعلا."
السبت، 25 يوليو 2020
الجورنيكا
"إياك أن تظن أن الحرب، مهما كانت ضرورية أو مبررة، ليست جريمة". - إرنست هيمنجواي
الجمعة، 10 يوليو 2020
لدي حبيبان: باريس ووطني
السبت، 14 مارس 2020
أول أيام العزل الصحي الاختياري: رسالة إلى العام 2100
نبذة من خططي الملغاة. (كما ترى، عزيزي المستقبلي، في العام 2020 لا نزال نستخدم الأجندات الورقية لتخطيط يومنا) |