الكتاب: 10 دقائق و 38 ثانية في هذا العالم الغريب
الكاتبة: أليف شافاك
اللغة: العربية، مترجم من الإنجليزية
صيغة القراءة: كتاب ورقي
التقييم: 3 نجوم من 5
مرحبًا. انتهيت منذ بضعة أيام من قراءة واحد من أحدث أعمال الروائية التركية البريطانية أليف شافاك، وهي رواية خيالية تقع في حوالي 460 صفحة. أحب أعمال شافاك لأنها عادة تتضمن أبطالًا من النساء في مجتمعات شرقية، وتتناول بطريقتها الخاصة تعبيرًا عن صراع الأفراد بين الثقافتين الشرقية والغربية.
تدور أحداث الرواية حول "ليلى التيكيلا"، فتاة تنتقل إلى إسطنبول هربًا من ظروف عائلية عصيبة في قريتها، لتجد نفسها في إسطنبول كواحدة من عاملات الجنس بشوارع المواخير. نتعرف خلال الرواية على دائرة الأصدقاء المقربين من ليلى، الذين على اختلاف شخصياتهم وخلفياتهم إلا أنهم يجتمعون على صداقتهم القوية ودعمهم لبعضهم البعض.
اسم الرواية مشتق من الحقيقة العلمية القائلة بأن مخ الإنسان يستمر في العمل لمتوسط عشر دقائق بعد الموت، ومن خلال رؤية المؤلفة نرى كيف يمر شريط حياة ليلى خلال تلك الدقائق العشر.
أعتقد أن الرواية تلمح إلى فكرة الاختيار والقدر، فكم من
اقتباسات
"إن اعتقادك أن هذا المكان آمن لا يعني بالضرورة أنه مناسب لك. في بعض الأحيان، يكون المكان الذي تشعرين أنه الأكثر أمانًا هو أقل الأمكنة التي تنتمين إليها".
"وما إن ادخرت مبلغًا كافيًا من المال حتى راحت تحلم بترك كل شيء من خلفها، وبالسفر إلى منطقة تستطيع أن تبدأ فيها حياتها بداية جديدة. ألم تحمل كل القصص التي سمعتها منذ أن كانت طفلة صغيرة الرسالة نفسها: أن في إمكان المرء عبور الصحاري، وتسلق الجبال، والإبحار في المحيطات، وإلحاق الهزيمة بالعمالقة، ما دام يملك ذرة من الأمل في جيبه؟ كان الأبطال في تلك القصص، ومن غير استثناء، من الذكور، ولم يكن فيهم من هو قصير القامة مثلها، لكن هذا غير مهم. فإذا كانت لدى هؤلاء الجرأة، فإنها تمتلكها هي أيضًا".
"ما أجمل تلك العبارة: (اعرفي نفسك). لطالما كان القدماء مولعين بهذا الشعار، ونقشوه على جدران معابدهم. كانت ليلى ترى حقيقته، لكنها رأت أن النصيحة غير كاملة، ويجب أن تكون (اعرفي نفسك، واعرفي الأحمق حين ترينه). فلا بد أن تتلازم معرفة النفس ومعرفة الحمقى."
"القانون أشبه بمناخل ذات ثقوب تبلغ من الاتساع ما يسمح لكل الأشياء بالمرور من خلالها. إنه أشبه بعلكة فقدت مذاقها منذ زمن بعيد، ولكن لا يمكن التخلص منها. القانون في هذا البلد، وعلى امتداد الشرق الأوسط كله، يمثل كل شيء إلا القانون".
"لعل الموت يثير الرعب في نفس كل فرد، لكنه يثير رعبًا أكبر في نفس من يعلم في قرارة نفسه أنه عاش حياة ملؤها الالتزامات والتظاهر والتصنع، حياة تصنعها حاجات غيره من الناس ومتطلباتهم".
"لأنه كان يعتقد أن الحب لا يعني شيئًا إن لم يكن مداواة لألم غيره وكأنه ألمه هو."
"وفكرت نالان أن إحدى مآسي تاريخ البشر التي لا نهاية لها إنما تكمن في أن المتشائمين أفر حظًا بالحياة من المتفائلين، ما يعني، منطقيًا، أن البشرية حملت جينات من لم يؤمنوا بها".