الخميس، 7 أكتوبر 2021

تدوينات صغيرة #7

"وإن مت اليوم، أتمنى أن أبعث غدًا في صورة فنجان قهوتك الصباحية. بنفس القوة، وبنفس الأهمية." 

- تايلر نوت جريجسون

الثلاثاء، 5 أكتوبر 2021

تدوينات صغيرة #6

يقول باولو كويلو إنك إن أردت شيئًا بحق، فإن الكون كله يتآمر معك من أجل أن تناله. وأقول أنا إن المرء إن أراد شيئًا بحق، حرك جبالًا وفرّق بحورًا ليناله، وهنا يكمن الفرق بين شخص ينتظر من الكون أن يساعده، وآخر يصنع كونه الخاص.

السبت، 2 أكتوبر 2021

تدوينات صغيرة #4

بدأت رحلة البحث عن شقة. الناس هنا متحفظون قليلًا ومهذبون، كطبع الألمان عامة، لكنهم شديدي الطيبة والشهامة. تعلمت اليوم أن فكرة المجاملات لا توجد في العقلية الألمانية. لا يوجد لديهم ما نقول عليه "عزومة مراكبية"، لذا فإن عرض أحدهم مساعدة أو خدمة، فهو يعنيها حقًا. حتى عبارة "سررت بمعرفتك" التي نقولها عفويًا فور مقابلة أحدهم، لا يوجد لها مكافئ في اللغة؛ فهم يقولون "سررت بمعرفتك" عندما يعنون قولها لشخص مميز حقًا. تروق لي فكرة أن يقول الشخص ما يعنيه ويعني ما يقوله.

تعجبني المدينة، ويعجبني الطقس، رغم أنها تثلج في الشتاء كثيرًا وأنا أحب الشمس. لا بأس، سنجد حلًا.

في بالي أغنية فرج سليمان: "شويّ بتوجع برلين، حلوة ومليانة ناس.. بس بشتاق لأم صبري وبشتاقلك إنتي بالأساس". لكن الحياة تستمر. 

الجمعة، 1 أكتوبر 2021

تدوينات صغيرة #3

 


العاشرة مساءًا، قطار ميونخ. الكهل الجالس أمامي مضطرب، يبدو أنه قد نسي كمامته ويبحث عنها بقلق في جيوب حقيبته. ألاحظ قلقه فأعطيه كمامة من معي. يندهش قليلًا، ثم يبتسم ويأخذها. بعد قليل يقول لي إنه سوف يساعدني في حمل حقيبتي الثقيلة عندما نصل إلى المحطة. أدرك أنه ربما هكذا هي أوروبا - أو ألمانيا تحديدًا؛ الناس يرون أفعال المساعدة البسيطة كما يرون المعاملات التجارية.. خذ وهات. 

أصل إلى وجهتي في الواحدة صباحًا، أصعد درج خشبي إلى شقتي في العلية. النجوم هنا ساطعة ويبدو أنني سأحب هذه المدينة.

الأربعاء، 29 سبتمبر 2021

تدوينات صغيرة #2


  • الليلة هي ليلتي الأخيرة في فرنسا (كمقيمة). مشاعر متضاربة، ما بين الحزن على فراق كل ما بنيته خلال العامين الماضيين، الخوف من المستقبل، والحماسة لبدء موسم جديد، صفحة جديدة، في مكانٍ (يشاع عنه أنه) أفضل. يتزامن انتقالي مع بداية فصل الخريف؛ فصل التغيرات الكبيرة، للأفضل أو للأسوأ. لنرى.
  • لا شيء في العالم أكثر جاذبية من شخص يجعلك تضحك أثناء شجارك معه - حكمة ألفتها للتو.

الثلاثاء، 28 سبتمبر 2021

تحدي مائة يوم من التدوينات الصغيرة #1

يقول هاروكي موراكامي إن قراراته عفوية سريعة، فهو لم يخطط لأن يصبح كاتبًا، بل قرر يومًا أن يشتري مجموعة أوراق وأقلام للكتابة وشرع في كتابة أول قصصه القصيرة، ولم يتوقف منذ حينها. مثل موراكامي، أحيانًا أتخذ قرارات سريعة، فقط لأنني أشعر في تلك اللحظة برغبة عارمة في تنفيذ هذا الشيء أو ذاك. والتدوينات القصيرة (بنظام الخواطر أو اليوميات) واحدة منها.

أفكر الآن في عملي، في المخططات والتجارب وكتابة الأوراق البحثية التي لا تنتهي. من المحزن أنني أفكر دائمًا بالعمل، حتى بينما أستمتع بشهر من الإجازة. يدور في رأسي أنني ربما اخترت أسوأ مجال عمل على الإطلاق؛ فالأكاديميا غير مجدية ماديًا، شاقة نفسيًا، ومحطمة للمعنويات أحيانًا. قرأت يومًا إن المجال الأكاديمي هو المجال العملي الأكثر ضررًا بالصحة النفسية على الإطلاق..

لكن العمل في الأكاديميا، شأنه شأن كل الأفعال الغبية التي يرتكبها البشر بأنفسهم، فهم يرتكبونه باسم الحب. والحب هو العذر الأقوى على الإطلاق، كما نعرف جميعًا. 





الجمعة، 6 أغسطس 2021

صاحب الظل الطويل: مراجعة


الكتاب: صاحب الظل الطويل
الكاتبة: جين ويبستر، ترجمة بثينة الإبراهيم
لغة القراءة: العربية، مترجم عن الإنجليزية
صيغة القراءة: كتاب إلكتروني - كيندل
التقييم: 4/5

انتهيت منذ شهر تقريبًا من قراءة واحدة من الكتب الأكثر شهرة في الأدب الأمريكي: صاحب الظل الطويل للكاتبة جين ويبستر. 

جين ويبستر هي كاتبة أمريكية نشأت في أسرة تنتمي إلى الوسط الثقافي، فقد كان والدها مدير أعمال الكاتب الساخر مارك توين، وكانت جدتها نشطة في مجالات الحقوق ومن المحاربات الأوائل من أجل حق المرأة في الانتخاب.

كانت كتابات جين دائمًا تتضمن بناتًا يافعات، يتميزن بخفة الدم والذكاء ويحاولن شق طريقهن في العالم بكل ما يحمل من صعوبات. اهتمت جين بقضايا ملاجئ الأيتام ورعاية النساء، وكانت صاحبة دعوى للإصلاح تهدف إلى تحسين الأوضاع في الملاجئ، ولعل ذلك يظهر جليًا في الرواية هنا؛ حيث نجد البطلة تشق طريقها من صلف الحياة في الملجأ إلى بريق حياة الجامعة والوسط الثقافي. 

ورغم اهتمامها بقضايا الأطفال إلا أنها ماتت قبل أن يتاح لها فرصة الاستمتاع بالأمومة، فقد توفاها الله بعد ساعات من ولادة ابنتها الوحيدة.

صدرت رواية صاحب الظل الطويل في عام 1912، وفيها نتتبع حياة المراهقة جودي آبوت التي نشأت في دار للأيتام. عندما تبلغ جودي سن السابعة عشرة، يلاحظ أحد رعاة دار الأيتام موهبتها الكتابية الطريفة، فيقرر أن يتكفل بدراستها الجامعية، على شرط أن تكتب له رسالة شهرية تخبره فيها بتطور دراستها، وألا تعلم بهويته أبدًا. 

نرى خلال الأحداث كيف تتطور العلاقة بين جودي والراع المجهول لدراستها، الذي تسميه "صاحب الظل الطويل"؛ فهي لم ترى منه غير ظله. ورغم أن صاحب الظل لا يرد على رسائلها أبدًا، إلا أن العلاقة تتطد بين الاثنين، في شد وجذب وحب وعند، إلى أن يتم الكشف عن هوية صاحب الظل في نهاية الرواية. 

أحببت آراء جودي الناقدة، اللاذعة، وحس دعابتها الطريف، وفلسفتها "الرواقية" في الحياة، إن صح التعبير. قدمت لنا جودي نموذجًا حيًا للمرأة المؤمنة بالحركة النسوية في ذلك الوقت، وإن كان ذلك غير مصرح به بشكل علني في الرواية. (رغم أن الحبكة نفسها قد تبدو "معادية للنسوية" بمعايير اليوم - انظر المرجع). قد يكون العيب الوحيد في الرواية هو النهاية المتوقعة.

اقتباسات:

"أتمنى لو كان بمقدوري أن أشرح لك كيف يبدو وكم نحن منسجمان. إذ لدينا الآراء نفسها حيال كل شيء، وأخشى أن يكون لدي ميل لتغيير آرائي لتماثل آراءه! لكنه محق على الدوام. نتفق كلانا دومًا على طرافة الأشياء نفسها، وهذا كثير جدًا؛ لا بد أن يكون الأمر كئيبًا إن كان حس الدعابة متعارضًا لدى شخصين، فلا أرى أي شيء قد يجسر هذه الهوة!"

"حين ينسجم شخصان، ويشعران بالسعادة حين يكونان معًا، ويحسان بالوحدة حين يفترقان، فليس عليهما السماح لشيء في العالم بالوقوف بينهما."

"لقد اكتشفت السر الحقيقي للسعادة يا عزيزي، ويكمن هذا في أن تعيش اللحظة، وألا تتحسر على الماضي على الدوام، أو تفكر في المستقبل، بل أن تحصل على أكبر قدر من هذه اللحظة. سأستمتع بكل لحظة، وسأعرف أنني سأستمتع أثناء ذلك."

"معظم الناس لا يحيون، بل يكتفون بالجري، ويحاولون بلوغ هدف ما بعيد في الأفق، وفي حرارة الجري تنقطع أنفاسهم ويلهثون فيخسرون رؤية الريف الجميل الهادئ الذي يجتازونه، ثم يكون أول ما يكتشفونه أنهم صاروا مسنين ومنهكين، ولن يحدث بلوغهم هدفهم أو عدمه أي فرق."

"هذه هي الشخصية التي أنوي تنميتها. سأتظاهر بأن الحياة كلها ليست سوى لعبة علي أن ألعبها بمهارة وإنصاف قدر استطاعتي. وإن خسرت، فسأرفع كتفي وأضحك، وسأفعل ذلك إن ربحت أيضًا"

المراجع:

https://www.readings.com.au/news/retro-reads-daddy-long-legs-by-jean-webster#

الثلاثاء، 13 يوليو 2021

مثل باريس، مثل روما

تولوز، التاسع من يوليو 2021، الحادية عشرة مساءًا

 الساعة الثالثة صباحًا

وأنا أتصل بك

وأنا أشعر كأنني روما،

وتبدين أنتِ في ذهني كباريس؛

أنا مبنيّ على حطام

وأنتِ مشيدة على وعود 

بالحب. 


أريد أن أتحدث إليكِ

لأخبرك كيف حملت المجد بيديّ

لأن ما تبقى مني أصبح ماضٍ سحيق.


أتتذكرين عندما احترقت

ليومٍ كامل؟


أحسست بأنني جميل ذاك اليوم

وكنت أتمنى لو أن لديكِ 

ما تقولينه لي الليلة، يا مدينة الأضواء.


أتمنى لو كان بإمكانك الرد

على الهاتف اللعين، لكن 

أنتِ نائمة، على الأرجح، وأنا أنتحب.


- نص لجوانسين ريني ديزون، شاعر هاو  Juansen Ryne Dizon

الاثنين، 28 يونيو 2021

تجربتي مع تيلور جينكنز ريد

تيلور جينكنز ريد هي كاتبة أمريكية معاصرة، لها عدة كتب من فئة روايات أدب النساء والرومانسية (مع أنني أتحفظ على لفظ "أدب النساء" لأنه عادة يلمح إلى محاولات إبداعية أقل جدية من محاولات الرجال!، إما ذلك أو أنه يشير إلى الأدب القائم على قصص حب وردية مخصصة للمراهقين). سمعت عن ريد كثيرًا، لكن بسبب نفوري المعهود من أدب الرومانسية كنت أؤجل قراءة أعمالها.

لكن في الفترة السابقة، اتجهت لاستماع الكتب صوتيًا لضيق الوقت وقلة الطاقة. اخترت كتابًا قصيرًا عشوائيًا، وشرعت في قراءته دون معرفة مسبقة بموضوعه.
كان اسم الكتاب Evidence of the Affair - أو "دليل الخيانة" لكاتبتنا. لاحظت من البداية القوية أني أمام كاتبة متمكنة حقًا من أدوات السرد. استخدمت تيلور في هذه النوفيلا أسلوب القص عن طريق الرسائل المتبادلة بين امرأة متزوجة، وزوج عشيقة زوجها.



يحب البشر قصص الخيانة الزوجية. لسبب ما في طبيعتنا، تأسرنا فكرة مثلثات الحب love triangles. أيحدث ذلك لأن أغلب الناس حياتهم العاطفية مملة، فيبحثون عن الإثارة في قصص الآخرين؟ أم أن هذا بسبب أن الخيانة نفسها مشكلة شديدة الانتشار - خصوصًا في مجتمعاتنا المعاصرة، حيث يمكنك استبدال شريك حياتك بشخص عشوائي من الإنترنت في غمضة عين، ما يضع الإنسان في حالة من ال paradox of choice "معضلة الاختيارات المتعددة"، ولكن ليس هذا موضوعنا اليوم.

لنعد إلى الكتاب مرة أخرى. أعجبني أسلوب ريد في هذا الكتاب، وإن كنت أنتظر حبكة أكثر دراماتيكية في النهاية. فاجأتنا ريد بالفعل بنهاية قوية تمامًا كالبداية، لكن شيئا ما كان ناقصًا. في المجمل، يحدثنا الكتاب عن الأمل في إيجاد السلوى في أصعب لحظات حياة المرء. يحدث أن يبعث لك القدر شخصًا يكون كنسمة صيف بعد أن مشيت أميالًا في حر الصحراء.

أسلوب الكتابة سهل وبسيط، كأنك تستمع لصديقين يتحدثان بكل حرية. قد أكون متحيزة قليلًا، ولكني أعشق أدب الرسائل، لا أعتقد أنني قرأت يومًا كتاب مراسلات إلا وحاز على إعجابي.
تقييمي العام: 4 نجوم من 5

اقتباسات:
"من المضحك أن عقولنا تختلق أشياءًا مجنونة لتنقذنا من الحقيقة".

"تدهشني فكرة أن المرء لا يسعد بعودة شيء إلا إذا غاب عنه الشيء في المقام الأول".

"أحيانًا أشعر أن قلبي سيتحول إلى حجر في أي لحظة، ولكن كلما رأيتك أصبح أكثر لينًا، متذكرًا كيف أنك تختارين اللطف بدلًا من الغضب في كل خطوة".


الرواية الثانية التي استمعت إليها اسمها One True Loves، وتدور أحداثها حول فكرة فقدان الحب. هل يقع المرء في الحب مرة واحدة فقط، فإن فقده، مختارًا أو مضطرًا، ضاعت عليه فرصة الحب للأبد؟ تجادل الكاتبة أن هذه الرؤية غير صحيحة، في رواية جميلة سريعة الأحداث، وإن كانت مليئة بالكليشيه قليلًا.

مما أعجبني في الرواية أيضًا هو فكرة أن تعريف المرء للحب يختلف على مدار سنين حياته، فالبطلة تقع في حب شاب مغامر طموح في شبابها، ثم لما تتقدم في العمر وتمر بتجارب حياتية مختلفة تقع في حب الرجل الهادئ "العادي"، مدرس الموسيقى الذي يعيش في نفس المدينة التي نشأ بها منذ صغره.

ربما ما أزعجني قليلًا هو المثالية الزائدة للبطلة. رأيت هذا النمط كثيرًا في الكتب وحتى المسلسلات ذات الحبكة الرومانسية، فهي عادةً تقع في فخ تصوير البطلة كملاك يمشي على الأرض، يقع في حبها جميع الرجال وتغار منها كل النساء. أرى هذا التجسيد غير ناضج بعض الشيء ويفتقر إلى الواقعية؛ فنحن "لا قديسون ولا ملائكة" كما يذكرنا عنوان رواية إيفان كليما.

تقييمي العام: 2 نجوم من 5

اقتباسات
"الأشياء الجيدة لا تنتظرك حتى تكون مستعدًا، بل هي أحيانًا تحدث قبل أن تصل إلى تلك المرحلة. وقد اكتشفت أنه عندما يحدث ذلك، يمكن أن تدع الفرصة تمر كأنها لم تكتب لك، أو يمكنك أن تستعد لها. ولذلك استعددت لها."

"لقد وضعت خطة لحياتي بناء على رغبتي في أن أرى كل الأماكن المذهلة، لكنني أدركت أخيرًا أن الأشياء المذهلة في كل مكان".

"كنت أظن أن الحزن كالمرض المزمن، كل ما يمكنك فعله تجاهه هو أن تُقدر الأيام الجيدة وتتقبل معها الأيام السيئة. ثم بدأت أفكر أن ربما الأيام الجيدة ليست مجرد أيام، قد تصبح أيضًا أسابيع جيدة، شهورًا جيدة، أعوامًا جيدة. والآن أتسائل، ألا يشبه الحزن صَدَفة تحملها معك لوقت طويل، وذات يوم تُدرك أنك كبرت عليها؟ فتقرر حينها أن تضعها أرضًا".