قهوة لشخصين، غرفة معيشتي يوم أحد مشمس في يونيو. لدي نظرية: الحياة تحدث في يونيو. وما قبله أو بعده هو محاولات للتفاوض، سبات في انتظار يونيو قادم. نبتاتي تبدو اليوم أكثر سعادة في جلستها المعتادة على شباكي، وأكثر اخضرارًا. ترى أهي الشمس؟ أم هو صوت أم كلثوم يصدح في مطبخي "حبيبي يسعد أوقاته"؟
الاثنين، 13 يونيو 2022
الاثنين، 2 مايو 2022
مختارات من كتاب اللاطمأنينة
هذه مقاطع من كتاب اللاطمأنينة للعزيز فيرناندو بيسوا. ترجمتها منذ ثلاثة أعوام من الإنجليزية، وأعيد نشرها الآن بعدما اكتشفت أني لم أرفعها على المدونة. علمًا بأن الكتاب منشور بالفعل بترجمة عربية احترافية، لكني أحببت أن أقدم ترجمتي الخاصة لمقاطعي المفضلة من الكتاب. قراءة ممتعة.
"أنا لا أتذمر بشأن العالم. لا أحتج على الكون. أنا لست متشائمًا. أنا أعاني وأشكو، لكني لا أعرف إن كانت المعاناة هي القاعدة العامة، لا أعرف إن كانت المعاناة سلوك بشري. لِم عليّ أن أهتم بمعرفة ذلك؟"
"لقد طالبت الحياة بأقل القليل، ومع ذلك حُرمت منه. طالبت بحقلٍ قريب، بشعاعٍ من الشمس، بقليل من الهدوء مصحوبًا بكسرة خبز، بألا يقهرني إدراكي بالوجود، بألا أحتاج شيئًا من الآخرين، وألا يحتاج مني الآخرون شيئًا. حرمت من كل هذا، بالضبط كما يُحرم الشحاذ من عملات الفضة: ليس لأن المارة قساة القلوب، ولكن لأنهم لا يرغبون في فك أزرار معاطفهم."
الأحد، 24 أبريل 2022
لماذا يجب عليك أن تقرأ عزازيل: مراجعة بدون حرق، وخواطر
السبت، 9 أبريل 2022
ثلاثة أسئلة - كيتلين سيهل
لما أجد شخصًا يعجبني،
عليّ أن أسأله ثلاثة أسئلة:
1. ماذا يُخيفك؟
2. هل تحب الكلاب؟
3. ماذا تفعل عندما تمطر؟
تقول لي إن من بين هذه الأسئلة، الأول هو الأهم.
"على المرء أن يخاف من شيء ما. كلنا نخاف. ومن لا يخاف من أي شيء،
لا يؤمن بأي شيء أيضًا."
قابلتك يوم أحد،
بعد الصلاة في الكنيسة،
ومن نظرة واحدة غادر قلبي جوفي.
في موعدنا الثاني،
سألتك: ماذا يخيفك؟
قلت لي: العناكب، غالبًا. والوحدة. والأطفال الصغار، في السن التي
يتعلمون فيها دفع بعضهم البعض أثناء اللعب. والفضاء الخارجي، نعم، الفضاء اللعين!
سألتك إن كنت تحب الكلاب.
"لديّ ثلاثة".
سألتك ماذا تفعل عندما تمطر السماء.
"أنام غالبًا. وأحيانًا أجلس بقرب النافذة وأراقب سباق قطرات المطر.
كأنما أخبرته أمه أيضًا بنفس الشيء.
"ماذا عنك؟"
أنا؟
أنا أخاف من كل شيء.
من ثقب الأوزون،
من جارتي التي لا تبتسم لكلبها قط،
وأخاف بشكل خاص من كل الأسرار التي تحاول الحكومة إخفاؤها عنا.
أحب الكلاب كثيرًا، لا تتصور إلى أي حد.
أنام عندما تُمطر.
أريد أن أقول للجميع أني أحبهم.
أريد أن أعثر على كل الحيوانات الضالة وآخذهم معي للمنزل.
أريد أن أستيقظ تائهة في شعرك،
وأن أصنع لك قهوة رديئة في الصباح،
وأقبّل عنقك،
وأرسمنا في صورة خربشات سخيفة.
وأريد ألا أسأل أي أحد الأسئلة الثلاثة مجددًا.
- كيتلين سيهل
الاثنين، 4 أبريل 2022
لائحة رغباتي: مراجعة
الكتاب: لائحة رغباتي
الكاتب: جريجوار دولاكور
لغة القراءة: الفرنسية
صيغة القراءة: كتاب ورقي
التقييم: 4/5
مرحبًا ورمضان كريم. انتهيت الشهر الماضي من قراءة "لائحة رغباتي"، للفرنسي الحبيب جريجوار دولاكور. كانت هذه قراءتي الثانية للرواية، هذه المرة بلغتها الأم، بعد أن كانت المرة الأولى منذ ثلاث أو أربع سنوات بالعربية.
ينتمي جريجوار دولاكور إلى نوع فريد من الروائيين المعاصرين، فرواياته سريعة الإيقاع، page-turners كما يطلق عليها، ولكنها بعيدة كل البعد عن التفاهة والابتذال. قصصه خفيفة الظل مع جرعة لا يستهان بها من التراجيديا أيضًا. بالنسبة لي، هو نسخة أكثر سوداوية قليلًا من فريدريك باكمان، الذي تحدثت عنه كثيرًا على المدونة (وخارجها.. لا أستطيع التوقف عن ترشيحه لكل من أقابل، على الرجل أن يعطيني نسبة من المبيعات). يكسر دولاكور قلبي في منتصف كل رواية، ثم يصلحه مجددًا في نهايتها.
تدور أحداث الرواية في بلدة فرنسية صغيرة لا يحدث فيها أي شيء. بطلتنا هي "جوسيلين"، امرأة أربعينية عادية، تدير متجرًا للأقمشة وأدوات الخياطة، وتعتني بأبيها الذي يعان من مرض شيخوخة يجعل ذاكرته تدوم لست دقائق. جوسيلين متزوجة ولديها ابن وابنة ناضحين يعيشان بعيدًا عن المنزل. حياة جوسيلين مع زوجها عادية أيضًا، مرا معًا بعدة تحديات من أصعب ما يكون، لكنهما نجحا في الاستمرار معًا بفضل التغافل أو الحظ أو بحكم العادة. وذات يوم، تفوز جوسيلين بالياناصيب بعد أن أقنعتها صديقاتها بشراء تذكرة على سبيل المزاح. تتغير حياة جوسيلين تمامًا، فالمال يعقد كل شيء.
إن سألتك عزيزي القارئ الحكيم، ماذا ستفعل لو فزت بعشرين مليون يورو في الياناصيب؟ أعتقد أن الإجابة على هذا السؤال أعقد مما نظن، فأنا مثلًا لا أعرف ماذا سأفعل بهم. شخصيًا، "لائحة رغباتي" لا تتضمن عددًا كبيرًا من الأشياء التي تُشترى بمال. ربما شقة صغيرة على البحر ستكون لطيفة لكني لا أحتاج عشرين مليون يورو لتحقيق ذلك، ثم أنني لن أجد الوقت الكافي للاعتناء بها. وربما سيارة جيدة أيضًا، لكني أكره السيارات. وكل الكتب التي أريدها، بالإصدارات الخاصة، لكنها أيضًا لا تتطلب عشرين مليون يورو. ثم أنني سأصاب بالذعر لأن منظر الكتب غير المقروءة يوترني. أرجو أن تكون لائحتك هكذا أيضًا. وهكذا هي لائحة جوسيلين: كل ما يرغب المرء في شراؤه حقًا لا يحتاج إلى هذا المبلغ الخيالي من المال. وإن حصل عليه، فماذا بعد؟ المتعة - في رأيي - ليست في الحصول على منزل الأحلام في غمضة عين، بل في ادخار المال شهرًا بعد شهر لشراؤه بعد بضع سنين.
ربما تبدو فكرة "الفلوس مش كل حاجة" ساذجة لك بعض الشيء عزيزي القارئ الواقعي، لكن أعطني فرصة: ليس الأمر متعلقًا بالمال فقط، إنه أسلوب حياتنا كله. هناك خطب ما حدث لمنحنى تطور البشر على مدار القرون فجعل أعظم أحلامنا سيارة فيراري، أو حذاء جديد من أغلى الماركات، أو إقامة في فندق خمس نجوم يبدو كل المقيمين فيه كأسماك التونة المرصوصة في ثلاجات السوبرماركت، بلا شعور، بلا دفء وبلا حياة.
أعجبتني الرواية بكل بساطتها ورسالتها الكليشيهية. أعجبتني لغة دولاكور وصوره البديعة، وربما أبكتني جوسيلين مرة أو اثنين لكنها أضحكتني طويلًا. أتطلع لقراءة أعمال دولاكور الأحدث، الأقل شهرة: "يومًا ما سيأتي اللون البرتقالي"، و"أول شيء تراه".
الرواية متوفرة في المكتبات بالترجمة العربية.
اقتباسات
"تقابلنا لأول مرة في المتجر، حيث أرسلته أمه لشراء ثلاثين سنتيمترًا من دانتيل مدينة فالنسيان، دانتيل بانحناءات من خيط طويل منسوج بلا انقطاع، شديد الرقة، بنقشات بألوان مط.. كان تحفة فنية. "بل هي أنت التحفة الفنية"، هكذا قال لي، فاحمرت وجناتي ودق قلبي. ثم ابتسم. يعرف الرجال الكوارث التي يلحقونها بقلوب الفتيات، ونحن المسكينات نحوم ونحوم ونسقط في الفخ، سعيدات لأن أحدهم أخيرًا قد قرر أن ينصبه لنا".
"أظن أن كل شيء يتحرك بسرعة. نتحدث بسرعة، نفكر بسرعة (إن فكرنا!)، نرسل رسائل إلكترونية، رسائل نصية دون إعادة قراءتها، نفقد أناقة الخط المكتوب، نفقد الذوق والأدب، وإحساسنا بالأشياء. لقد رأيت أطفالًا على فيسبوك ينشرون صورًا لهم وهم يتقيأون. لا، أنا لست ضد التقدم، أنا فقط أخشى أنه سوف يعزلنا عن بعضنا البعض".
"هناك أحزان ثقيلة للغاية لدرجة أن المرء يضطر للسماح لها بالرحيل".
"أنا ابنتك يا أبي. أنا ابنتك الوحيدة. طفلتك الوحيدة. نشأت في انتظارك لحين عودتك من العمل أثناء مشاهدة أمي وهي ترسم العالم. كبرت في خوف من أن ألا أكون جميلة في عينيك، ألا أكون ساحرة كأمي، ألا أكون ذكية مثلك. حلمت بأن أرسم وأصمم الفساتين، أن أجعل كل النساء جميلات. حلمت بفارس على حصان أبيض، بقصة حب مطلقة، حلمت بالبراءة، بالفردوس المفقود، بالبحيرات، حلمت بأن لدي جناحين، حلمت بأن يحبني أحدهم لما أنا عليه، لا على سبيل الشفقة".
الجمعة، 1 أبريل 2022
أسهم وقفازات
هذا نص لكاتب اسمه لوكاس ريجاتزي. تعثرت به ذات يوم لا أذكر أين، ترجمته من الإنجليزية ونشرته منذ ثلاث سنوات على المدونة ثم مسحته. أعيد ترجمته الآن وأنشره مرة أخرى، لأنه لم يفارق ذهني كل هذا الوقت:
الخميس، 31 مارس 2022
نجم الشمال
فكرت اليوم في أن لكل منا قاعدة حياتية، "نجم الشمال" الذي يرشده ، مبدأ ومعتقد وقيمة تدور حياته حولها، سواء أدرك ذلك أم لا. وبالطبع، كما هو الحال مع المبادئ جميعًا، يأتي عليها وقت يجب أن تُختبر فيه. منذ بدأت تكوين ما يسمى بالوعي، وبالتحديد منذ بدأت قراءة الأدب الروسي، استوقفني "نجم الشمال" لبعض الكتاب الروس، أذكر منهم جوركي ودوستويفسكي وتشيخوف، في الإيمان بالخير في الإنسان، رغم ما قاسوه جميعًا من أهوال. كان جوركي مثلًا، الذي كانت نشأته في غاية القسوة، يؤمن بأن من يرتكبون الشرور هم جهلة وليسوا أشرارًا. منذ حينها جعلت مبدأي في الحياة هو الإيمان في الخير المتأصل بالبشر. ولا تضحك من سذاجتي عزيزي القارئ المخضرم المتمرس في أمور الحياة، أعرف أنه قد تبدو هذه النظرة ساذجة بل ومثيرة للضحك بالنظر لما يرتكبه الإنسان المعاصر في حق أخيه الإنسان، لكنني كنت في التاسعة عشر عندما احتضنت قناعاتي تلك.
ثم حدث وتعرضت أنا نفسي للشك في هذا المبدأ منذ بضعة سنوات، حينما اختبرت "الشر" بمعناه الحقيقي لأول مرة، حين نظرت في عينيّ إنسان فرأيت قسوة لم أظنها ممكنة. كفرت حينها في مبدأي. أجبرني شكي هذا على مراجعة قناعاتي، وتوصلت إلى رؤية أكثر واقعية عمّا كنت أعتقده في بداية شبابي: الأصل في البشر هو الخير، ولكن الشر موجود، وحقيقي، وقد يكون مُتعمدًا لا ناشئًا عن جهل. وهذا هو الاختبار الذي يخضع له المبدأ هذا. ولكن الصعوبة كلها تكمن في استمرار الإيمان بالخير، رغم الإحباطات المتكررة، رغم الفشل، وضياع الأمل.
الخميس، 3 مارس 2022
مطار
عم سامي رجل بسيط. يوصلني إلى المطار كل مرة ويسألني عن فرنسا وألمانيا وحال الناس هناك. "الناس هناك مثلما هم هنا يا عم سامي، لا جديد تحت الشمس"، أقول له كل مرة لكنه لا يصدقني.
الثلاثاء، 22 فبراير 2022
صخب
أعرفك، مثلي لا تحب الزحام. يوترك الصوت العالي والحركة المفاجئة وتكرار الكلام واللف والدوران. تجلس منكمشًا على ذاتك، كأنما تحتضن جسدك الذي أنهكه المرض. يتفوه أحدهم بنكتة سخيفة لكنها تضحكك، وتضحكني. علّني ورثت منك حب النكات السخيفة. أرمقك بنظرة في وسط الزحام فتبادلني إياها، بلغة لا يفهمها في الجمع غيرنا. ألاحظ كيف تصبح عيناك الرماديتان داكنتين عندما تحزن، نفس العينين اللتين تلمعان زرقة عندما تضحك. يزداد توترك بازدياد صخب الجمع، فتخرج مبتعدًا، تتناول سيجارة وينكسر قلبي مرة أخرى.
الاثنين، 14 فبراير 2022
حب
"وإن مت الليلة، أتمنى أن أبعث غدًا في صورة قهوتك الصباحية. بنفس القوة، بنفس الأهمية". - تايلر نوت جريجسون
"عندما أكون معك، نسهر طوال الليل. عندما لا تكون هنا، لا أستطيع النوم. حمدًا لله على الأرقين! وعلى الفرق بينهما." - جلال الدين الرومي
"رغم كل الكتب التي قرأتها في عمرها بأكمله، كان أصعب شيء على الإطلاق هو إيجاد الكلمات المناسبة لقول "أحبك" للشخص الذي أمضت معه أسعد سنوات حياتها." - سارة نيشا آدامز
"أثار باراك فضولي. لم يكن مثل أي رجل واعدته من قبل، وذلك لأنه كان واثقًا من نفسه. كان يظهر المشاعر بأريحية. كان يخبرني بأنني جميلة. كان يشعرني بمشاعر جيدة. بالنسبة لي، كان مثل مخلوق خيالي، شخص غير عادي لدرجة شبه مستحيلة. لم يكن يتحدث عن الأشياء المادية، مثل شراء منزل أو سيارة أو حتى حذاء جديد. كان ينفق أمواله على الكتب، التي كانت بالنسبة له أغراض مقدسة، توفر لعقله الاستقرار والثبات." - ميشيل أوباما
"ضحكت وقلت: الحياة سهلة. ما عنيته هو: الحياة سهلة عندما تكون هنا، وعندما ترحل، ستعود صعبة مجددًا." - ميراندا جولاي
"أتعلم ما يسعدني؟ مكالمات الهاتف غير المتوقعة في وسع اليوم. أو أن تتذكر ما أعجبني في ذلك المطعم الذي زرناه يومًا. أو زهور نصف ذابلة تباع في السوبرماركت، تحضرها لي في وقت التخفيضات. أو رسالة صباحية تقول: استمتعي بيومك وحاولي ألا تحرقي المكان في أحد نوبات غضبك". - سامانتا إربي
"ما نحن عليه وما نصبح عليه يعتمد، بشكل جزئي، على من نحب." - توماس لويس
"الحب هو أن أريدك موجودًا." - فريدريك باكمان
"كلمة "أنا" ما تحلاش إلا بدفا الجماعة. زى لمّا تخبط على باب الحبايب ويسألوا "مين؟" تقول "أنا" ويعرفوك من حسك.." - فؤاد حداد