الأحد، 19 يناير 2025

سلسلة بيرتاون الجزء الثاني: نحن ضدكم - مراجعة

 

الكتاب: Us Against You

الكاتب: فريدريك باكمان Fredrik Backman

لغة القراءة: الانجليزية

صيغة القراءة: كتاب ورقي

التقييم: 4 من 5


مرحبًا مرة أخرى. قمت من فترة بنشر مراجعة لكتاب بيرتاون، السلسلة الشهيرة للكاتب السويدي المفضل لدي فريدريك باكمان. على عكس أغلب أعمال باكمان التي نرى أبطالها كبارًا في السن، تدور سلسلة بيرتاون حول عدة أبطال مراهقين في مدينتين صغيرتين في شمال السويد. نرى كيف تتعقد حياة الصغار والكبار في المدينتين بسبب لعبة الهوكي، التي يراها سكان المدينة بمثابة هويتهم، وأكثر من مجرد لعبة.

في الجزء الثاني من بيرتاون، بعنوان نحن ضدكم، تتعقد الأمور عندما يدخل سياسي ماكر في الصورة ويحاول أن يوقع ما بين المدينتين بيرتاون و هيد لأجل مصلحته الخاصة. نرى أيضًا قصة حب بين مراهقين ضالين تنتهي بطريقة تراجيدية. نرى كيف ينمو الغضب في قلب (ليو) أخو (مايا) لعدم قدرته على الدفاع عنها أثناء أحداث الجزء الأول. نرى كيف أن (بيتر أندرسون) يعاني من أعراض انسحاب بعد تركه عالم الهوكي، وكيف يؤثر ذلك على زواجه. نرى صداقة (بوبو) و(آمات) وكيف تتطور برغم الأحداث العاصفة بالنادي، أو ربما بسببها.

نرى أيضًا شخصية جديدة في السلسلة، المدربة (إليزابيث زاكيل) بشخصيتها غريبة الأطوار وعدم اكتراثها برأي أي أحد، ولسانها الحاد. نالت إعجابي فورًا وأصبحت أحد شخصياتي المفضلة في السلسلة بأكملها.

بشكل عام، أعجبني الكتاب كثيرًا، ولو أنني أحببت الجزء الأول أكثر. نرى هنا لمسة باكمان المعتادة التي تجمع التراجيديا بالكوميديا، ونرى كيف يتجسد مفهوم (المجتمع) في مدينة صغيرة يتأثر كل أفرادها بعضهم البعض. من الصعب أن تكره شخصياته بشكل كامل، لأنه لديه القدرة العجيبة على إظهار الجانب الإنساني حتى من أكثر الشخصيات غموضًا وعنفًا. 

اقتباسات

"الشيء المعقد بخصوص الأشخاص الطيبين والأشرار هو أن أغلبنا لدينا القدرة على أن نكون كليهما في نفس الوقت".

"من الصعب أن تكترث بأمر الناس. إنه شيء مرهق بصراحة، لأن التعاطف شيء معقد، يتطلب منا أن نتقبل حقيقة أن حياة الجميع تستمر. ليس لدينا زر الإيقاف عندما يصبح كل شيء أكبر من قدرتنا على التعامل معه، وليس لدى أي أحد آخر هكذا زر".

"أسوأ شيء نعرفه عن الآخرين هو أننا نعتمد عليهم، وأن أفعالهم تؤثر على حياتنا. لا أعني فقط الناس الذين نختارهم، أو الذين نحبهم، بل أيضًا البقية: الحمقى. الذين يقفون أمامنا في الطابور، الذين لا يقودون السيارة بشكل جيد، الذين يحبون برامج التليفزيون الرديئة والذين يتكلمون بصوت عالٍ في المطعم، وأولئك من هم لديهم أطفال يصيبون أطفالنا بعدوى التقيء كل شتاء في الحضانة. والذين لا يحسنون صف سياراتهم، والذين يسرقون وظائفنا، والذين يصوتون للحزب الخاطئ. كلهم يؤثرون على حياتنا، كل ثانية منها".

"ما الذي يتطلبه الأمر لتكون أبًا صالحًا؟ ليس الكثير. فقط كل شيء. كل شيء على الإطلاق".

"حقيقة كل الأشخاص بسيطة وغير محتملة في نفس الوقت: وهي أننا نادرًا ما نتمنى الأفضل للجميع، وأغلب الوقت نتمنى الأفضل لأنفسنا".

الأحد، 5 يناير 2025

أنا سعيدة لأن أمي ماتت - مراجعة

 


الكتاب: I'm Glad My Mom Died
الكاتبة: جينيت ماكردي
لغة القراءة: الانجليزية
صيغة القراءة: كتاب صوتي
التقييم: 5/5

مرحبًا مرة أخرى. مضى أكثر من عام على آخر تدوينة لي هنا. كانت السنة والنصف الماضية عصيبة، على الأرجح الأصعب في حياتي. الآن بعدما فُرجت، وجاءتني السنة الجديدة ببعض الاستقرار ورفاهية وقت الفراغ، أشعر بالسعادة الجارفة لعودتي للقراءة وللتدوين. افتقدت المدونة كثيرًا، وأشعر بالامتنان لمن أرسلوا لي رسائل عبر المدونة للاطمئنان.

في بدايات 2023 استمعت لـ"أنا سعيدة لأن أمي ماتت" للكاتبة والممثلة الشابة جينيت ماكردي. الكتاب عنوانه صادم، يكاد يكون جارحًا  للقارئ. لكننا تعودنا ألا نحكم على الكتاب من غلافه.
ولأنه ظهر كثيرًا في الميديا وقوائم أفضل المبيعات وقت صدوره، قرأت عن الكتاب كثيرًا قبل أن أستمع له. ورغم ترددي في البداية من قراءة سيرة ذاتية لممثلة أمريكية لا أعرف عنها الكثير، إلا أنني ممتنة لأنني قرأت هذا الكتاب، الذي صار من أفضل قراءات العام.

جينيت ماكردي هي ممثلة أمريكية سابقة ظهرت في بعض برامج الأطفال والمراهقين الشهيرة مثل iCarly. وليس الأمر بمفاجأة حين نعرف أن ظروف حياة الممثلين الأطفال دائمًا مثيرة للجدل.

نشأت جينيت في أسرة فقيرة. منذ طفولتها، حاولت أمها أن تدفعها نحو النجومية والتمثيل، لتحقق حلمها هي (الأم) في النجومية، دون الأخذ في الاعتبار حتى ما إذا كانت جينيت تستمتع بالأمر. أصبحت جينيت نجمة بالفعل، ما ساعد أسرتها في تحقيق بعض الاستقرار المادي والثراء. وبذلك لم تصبح جينيت فقط نجمة تليفزيونية بل أيضًا نجمة العائلة. ولكن الجانب الخفي الذي تكشفه لنا الكاتبة هنا هو ما يدور وراء الكواليس، وكيف أن سعي الأم نحو النجومية من خلال ابنتها كان مصحوبًا بالممارسات الخاطئة والإساءة الجسدية والنفسية، وبشكل عام تدمير طفولة جينيت وسنين مراهقتها. 

ما يُعقد الأمر أيضًا هو أن الأم مصابة بالسرطان. تحاول الطفلة جينيت دومًا أن تنال رضا أمها من خلال طاعتها عن طريق الالتزام بمعاييرها الجنونية فيما يتعلق بوزنها وشكلها وطريقة الأكل، ما يصيب جينيت باضطرابات الغذاء ويضر بصحتها. 
تتحدث جينيت أيضًا عن عملها كممثلة طفلة. كم كرهت التمثيل وكم يشيع في ذلك الوسط من فساد وإساءة للأطفال.

تذكرني أم جينيت بظاهرة "أمهات اللوز - Almond moms" التي شاعت مؤخرًا في بعض المجتمعات الغربية. وصف أمهات اللوز يطلق على الأمهات اللاتي يشجعن ثقافة الدايت لدى الأطفال ويفرضن قواعد صارمة فيما يتعلق بالوجبات التي يأكلها الأطفال، وخاصة البنات.

ليس الكتاب بقراءة سهلة، بالطبع. قرأت بعض الصحف تصفه بـ"سيرة ذاتية مضحكة"، لكنني لم أضحك خلال الاستماع إليه على الإطلاق. الكتاب هو سيرة ذاتية مؤلمة عن استغلال الأطفال في صناعة الميديا، وعن ابنة تفقد هويتها وطفولتها وتعرض حياتها للخطر في محاولة لتحقيق آمال أمها القاسية، لندرك في النهاية أن اختيارها للعنوان "أنا سعيدة لأن أمي ماتت" مبرر. 

أعجبني أسلوب كتابة جينيت، الذي رغم سهولته لا يزال بليغًا وقويًا. الكتاب متاح باللغة الإنجليزية ولم يترجم بعد للعربية. 

اقتباسات
"تأقلمت على اعتبار أي حدود شخصية بيني وبينها بمثابة الخيانة، لذلك ظللت صامتةً، والتزمت بطاعتها". 
"من حقي أن أكره حلم أحدهم، حتى لو كان ذاك الحلم هو واقعي".

"كانت هشاشة حياة أمي هي محور حياتي".

"أدرك تمامًا أنني أبدو متذمرة وشكاءة. ملايين من البشر يحلمون بالشهرة، بينما أنا أحظى بها وأكرهها. لكنني أشعر بأن من حقي أن أكره الشهرة لأنني لم أحلم بها. أمي هي من حلم بها. أمي هي من دفعني لها".